فإن سبب تحرير هذه المسألة ب: (انتفاع الأموات بإهداء التلاوات والصدقات وجميع أنواع القربات): أني كنت لقيت الأمير الكبير المبارك الموفق الناصح الصالح بهاء الدين ذي الرأي الأصيل والهمة والتحصيل -وفقه الله لمحابه، وجعله من صفوة أحبابه، وبلغه غاية أمنيته في نفسه ونفائسه وذريته-، ونحن على ظهر بظاهر محروسة الموصل - عمر الله بالعدل أوطانها، وحفظ ملكها وسلطانها: الملك المالك العالم العادل المؤيد المظفر المنصور نور الدنيا والدين، مد الله في مدة أجله، وبلغه في نفسه وذريته غاية رغبته ونهاية أمله، ونصره بما نصر به أنبياءه ورسله، وعمر عمر ملكه بعدله وفضله وسروره وجزله وإغناء رعيته عن التعرض للتعوض بعوضه وبدله، إنه سميع قريب.
فسألني عن قول الله تعالى {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}، ثم
صفحة ٤٩