الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف

البطليوسي ت. 521 هجري
80

الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف

محقق

د. محمد رضوان الداية

الناشر

دار الفكر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٣

مكان النشر

بيروت

وَقَول أبي عَطاء السندي فَإِن تمس مهجور الفناء فَرُبمَا أَقَامَ بِهِ بعد الْوُفُود وُفُود وَالْمرَاد بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ التكثير وَلَكِن خرجا مخرج التقليل ليَكُون أمدح وَالْمعْنَى أَن هَذَا لَو كَانَ قَلِيلا لَكَانَ فِيهِ فَخر لصَاحبه فَمَا ظَنك بِهِ وَهُوَ كثير وَيحْتَمل قَول أبي عَطاء السندي أَن يكون أَرَادَ تقليل مُدَّة حَيَاة المرثي الَّتِي كثرت فِيهَا عَلَيْهِ الْوُفُود فعلى نَحْو هَذِه التأويلات فتأول مَا ورد مُخَالفا لِلْأُصُولِ وملاك هَذَا الْبَاب معرفَة الْحَقِيقَة وَالْمجَاز وَهُوَ بَاب يدق على من لم يتمهر فِي هَذِه الصِّنَاعَة فَلذَلِك يُنكر كثيرا مِمَّا هُوَ صَحِيح وَللَّه در أبي الطّيب المتنبي حَيْثُ يَقُول وَكم من عائب قولا صَحِيحا وآفته من الْفَهم السقيم ... وَلَكِن تَأْخُذ الآذان مِنْهُ على قدر القرائح والعلوم وَمن طريف الْمجَاز الْعَارِض من طَرِيق التَّرْكِيب ايقاعهم أدوات الْمعَانِي على السَّبَب ومرادهم الْمُسَبّب تَارَة وَتارَة يوقعونها على الْمُسَبّب ومرادهم

1 / 108