الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف

البطليوسي ت. 521 هجري
55

الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف

محقق

د. محمد رضوان الداية

الناشر

دار الفكر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٣

مكان النشر

بيروت

لفُلَان كتابا وَقطع الْأَمِير يَد اللص وَضرب السُّلْطَان فلَانا وَلم يُبَاشر شَيْئا من ذَلِك بِنَفسِهِ انما أَمر بذلك وَلأَجل هَذَا احْتِيجَ الى التَّأْكِيد الْمَوْضُوع فِي الْكَلَام فَقيل جَاءَ زيد نَفسه وَرَأَيْت زيدا نَفسه فَمَعْنَاه على هَذَا أَن الله تَعَالَى يَأْمر ملكا بالنزول الى السَّمَاء الدُّنْيَا فينادي بأَمْره وَقد تَقول الْعَرَب جَاءَ فلَان اذا جَاءَ كِتَابه أَو وَصيته وَيَقُولُونَ للرجل أَنْت ضربت زيدا وَهُوَ لم يضْربهُ اذا كَانَ قد رَضِي بذلك وشايع عَلَيْهِ قَالَ الله تَعَالَى ﴿فَلم تقتلون أَنْبيَاء الله من قبل إِن كُنْتُم مُؤمنين﴾ المخاطبون بهَا لم يقتلُوا نَبيا وَلَكنهُمْ لما رَضوا بذلك وتولوا قتلة الْأَنْبِيَاء وشايعوهم على فعلهم نسب الْفِعْل اليهم وان كَانُوا لم يباشروه وعَلى هَذَا يتَأَوَّل قَوْله تَعَالَى ﴿فَأتى الله بنيانهم من الْقَوَاعِد﴾ فَهَذَا تَأْوِيل كَمَا ترَاهُ صَحِيح جَار على فصيح كَلَام الْعَرَب فِي محاوراتها والمتعارف من أساليبها ومخاطباتها وَهُوَ شرح ١٠ أما أَرَادَهُ مَالك وَالْأَوْزَاعِيّ رحمهمَا الله وَمِمَّا يُقَوي هَذَا التَّأْوِيل وَيشْهد

1 / 83