٢- مسألة: [الاختلاف في إعراب الأسماء الستة] ١
ذهب الكوفيّون إلى أن الأسماء الستة المعتلّة وهي: أبُوكَ، وأخُوكَ وحَمُوكَ، وهَنُوكَ، وفُوكَ، وذو مال مُعْرَبَة من مكانين. وذهب البصريون إلى أنها معربة من مكان واحد، والواو والألف والياء هي حروف الإعراب. وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش في أحد القولين. وذهب في القول الثاني إلى أنها ليست بحروف إعراب، ولكنها دلائلُ الإعرابِ، كالواو والألف والياء في التثنية والجمع، وليست بلام الفعل. وذهب علي بن عيسي الرَّبَعِي إلى أنها إذا كانت مرفوعة ففيها نقل بلا قلب، وإذا كانت منصوبة ففيها قلب بلا نقل، وإذا كانت مجرورة ففيها نقل وقلب. وذهب أبو عثمان المازني إلى أن الباء٢ حرف الإعراب، وإنما الواو والألف والياء نشأت عن إشباع الحركات.
وقد يحكى عن بعض العرب أنهم يقولون: هذا أَبُك، ورأيت أَبَك، ومررت بِأَبِك -من غير واو ولا ألف ولا ياء- كما يقولون في حالة الإفراد من غير إضافة٣.
وقد يحكى أيضًا عن بعض العرب أنهم يقولون: هذا أَبَاك، ورأيت
_________
١ انظر في هذه المسألة: شرح الأشموني "١/ ٣٦-٤٣ بتحقيقنا" وأوضح المسالك "الشواهد ٦-٩ بتحقيقنا" وشرح التوضيح للشيخ خالد "١/ ٧٢-٧٧ بولاق" وشرح موفق الدين بن يعيش على مفصل الزمخشري "ص٦٠-٦٣ أوروبة" وشرح رضي الدين على كافية ابن الحاجب "١/ ٢٣ وما بعدها".
٢ الباء: أراد الباء التي في قولك "جاء أبوك" ومعنى كونها حرف الإعراب أن الإعراب واقع عليها، يعني أنها مرفوعة بالضمة الظاهرة التي على الباء والواو للإشباع.
٣ وقد جاء على هذه اللغة قول الشاعر:
بأبه اقتدى عدي في الكرم ... ومن يشابه أبه فما ظلم
وقوله الآخر:
سوى أبك الأعلى وأن محمدًا ... علا على كل عالٍ يا ابن عمّ محمد
1 / 17