(1) قوله وتأويل حديث جابر....الخ لا يخفي أن هذا التأويل تردد ظواهر النصوص ولو فتح باب مثل هذا التأويل لفسدت كثير من سنن القراءة الثابتة بالأحاديث الصحيحة مع أنه باطل في نفسه أيضا فإن اختلاف النية أمر باطن لا يطلع عليه أحد إلا ببيان من نوى فكيف تحمل قراءة الفاتحة على نية الدعاء بدون بيان المنوي وغاية ما استدل به أصحابنا هو حديث أبي هريرة مرفوعا إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء وهو لا يثبت منع القراءة بل الفرض منه الإكثار في الدعاء للميت والإخلاص فيه ليستجاب فافهم واستقم هذا آخر الكلام في تعليق التعليق على إمام الكلام وقد كنت سميته سابقا بتعليق الفوائد العظام على حواشي إمام الكلام وهو الذي ذكرته في مقدمة عمدة الرعاية في حل شرح الوقاية ثم ألهمني الله أن تسميته بغيث الغمام أحرى وجعل ما سبقت إرادته لقبا أولى ولقد فاق هذا التعليق بعون الله وتوفيقه على كثير من الرسائل المؤلفة في هذه المسألة واندفعت به شبهات الفرقة المتساهلة والطائفة المشددة وأرجو من الله الكريم أن يتقبله بفضله العميم ؟؟؟ قبل أصله بلطفه القديم وأسأل منه سؤال الضارع الخاشع أن يجعل جميع تصانيفي نافعة للعباد ويجعلها خير الزاد والسفر للمعاد وكان الاختتام يوم الأحد الثامن والعشرين من جمادى الثانية من شهور السنة الثالثة من المائة الرابعة بعد الألف من هجرة من لولاه لما دارت الدائرة وسارت السائرة. غيث الغمام.
صفحة ١٣