وأخذ العلامة -الفهامة الراوية النسابة، المقدم في اللغة والعربية والأشعار المستطابة، إمام أهل الأدب، والإمام المرجوع إليه فيما انتقي وانتخب، الثقة الحجة، والمتقن المحجة، أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الذهلي: بضم المعجمة، وسكون الهاء بعدها لام. السدوسي: بفتح السين، وضم الدال المهملتين، نسبة لسدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. وقيل الحميري: بكسر المهملة ثم ميم. المعافري: بفتح الميم والمهملة، وبعد الألف فاء مكسورة، ثم راء، نسبة للمعافر بن يعفر قبيل كبير نسب إليه بشر كثير عامتهم بمصر. البصري: بالموحدة المفتوحة أو المكسورة ثم مهملة، نسبة للبصرة: مدينة بناها عتبة بن غزوان سنة سبع عشرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يعبد بأرضها صنم، عمل تاريخها عمر بن شبة في مجلد وغيره. نزيل مصر، ويعرف بابن هشام- كتاب ابن إسحاق بعد أن سمعه من زياد البكائي لاتصافه كما تقدم.
فهذبه ونقحه، ورتبه وصححه، وحذف جملة من أشعاره، وتصرف بما أعلن بعلو مقداره، وأتى [ .. .. ] (¬1) ، من بعوث وسرايا، ونعوت وقضايا، وزوائد ومهمات، وفوائد من تحرير أماكن، وتقرير أحاسن، واستدراكات ونقل لغات مشتركات، وتسمية مبهمات، وسرد تتمات لأنساب معينات، وتعيين بعض ألفاظ من القرآن لمن قرأ بها أتت به الرواية من الأعيان، وبيان أن ذلك الشعر لغير من نسبه إليه، أو في غير ما سيق له من غزوة أو غيرها لديه، وتفسير لغريب، وتكميل لا يقتصر على بعضه من متن أو غيره للإيضاح [والتقريب]، وحكاية الخلاف فيما لعله يجزم به، وأشياء يندفع بها الكثير من المشتبه، مع مزيد التحري وسديد الرأي في بيان ما يدرجه في كلام ابن إسحاق ولو كلمة للتبري.
وحذف ما فيه إفحاش في الأشعار من قائلها، وخسف ما يرى غموضه، أو غلطه في منقولها؛ مما يهتز له المطالع، ويلتذ به السامع، بحيث صار كأنه من تصنيفه، لما أبدع فيه من جواهره وترصيفه.
ولذا نسب إليه وأضيف لعمل يديه، فقيل: ((سيرة ابن هشام))،
صفحة ٣٥