إقليدس المهندس النجار الصوري وهو ابن نوقطرس بن برنيقس المظهر للهندسة المبرز فيها ويعرف بصاحب جومطريا واسم كتابه في الهندسة باليوناني الاسطروشيا ومعناه أصول الهندسة حكيم قديم العهد يوناني الجنس شامي الدار صوري البلد تجار الصنعة له يد طولى في علم الهندسة وكتابه المعروف بكتاب الأركان هذا اسمه بين حكماء يونان وسماه من بعده الروم الاستقصات وسماه الإسلاميون الأصول هو كتاب جليل القدر عظيم النفع أصل في هذا النوع لم يكن ليونان قبله كتاب جامع في هذا الشأن ولا جاه بعده إلا من دار حوله وقال قوله وقد عني به جماعة من رياضي يونان والروم والإسلام فمن بين شارح له ومشكل عليه ومخرج لفوائده وما في القوم إلا من سلم إلى فضله وشهد بغزير نبله ولقد كانت حكماء يونان يكتبون على أبواب مدارسهم لا يدخلن مدرستنا لم يكن من مرتاضا يعنون بذلك لا يدخلنها من لم يقرأ كتاب إقليدس ولإقليدس أيضا في هذا النوع كتاب المفروضات وكتاب المناظر وكتاب تأليف اللحون وغير ذلك. وقال يعقوب بن إسحاق الكندي في بعض رسائله وكان كثير الاطلاع أن بعض ملوك اليونانيين وجد في خزائن الكتب كتابين منسوبين إلى أبلونيوس النجار ذكر فيهما صنعة الأجسام الخمسة التي لا تحيط كرة بأكثر منها فطلب من يفك له الكتابين فلم يجد في أرض يونان من يعلم ذلك فسأل القادمين عليه من الأقاليم فأخبره بعض المسؤولين أنه رأى رجلا يصور اسمه إقليدس وصنعته النجارة يتكلم في هذا الفن ويقوم به فكاتب الملك ملك الساحل يومئذ وسير إليه نسخة الكتابين المقدم ذكرهما وطلب منه سؤال إقليدس عن فكهما ففعل ملك الساحل ذلك وتقدم إلى إقليدس به وكان إقليدس أعلم أهل زمانه بالهندسة فبسط له أمر الكتابين وشرح له غرض ابلونيوس فيهما ثم وضع له صدرا للوصول إلى معرفة هذه المجسمات الخمس فقام من ذلك المقالات الثلاثة عشر المنسوبة إلى إقليدس ووصله بعد إقليدس من وصله بمقالتين ذكر فيهما ما لم يذكره أبلونيوس من نسب بعض هذه المجسمات الخمس إلى بعض ورسم بعضها في بعضها ومنهم من ينسب هاتين المقالتين إلى غير إقليدس وأنهما ألحقتا بالكتاب.
صفحة ٣٢