اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد

ابن القيم الجوزية ت. 751 هجري
87

اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد

محقق

زائد بن أحمد النشيري

الناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

مكان النشر

دار ابن حزم (بيروت)

انتظام، واشتملت عليه أكمل اشتمال. فإن الناس قسمان: أهل الهدى والبصائر، الذين عرفوا أن الحق فيما جاء به الرسول ﷺ عن الله، وأن كل ما عارضه فشبهات يشتبه (^١) على من قل نصيبه من العقل والسمع أمرها، فيظنها شيئًا له حاصل يُنتفع به وهي: ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٣٩) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ (^٢) [النور/ ٣٩، ٤٠]. وهؤلاء هم أهل الهدى ودين الحق، أصحاب العلم النافع والعمل الصالح الذين صدّقوا الرسول ﷺ في أخباره ولم يعارضوها بالشبهات، وأطاعوه في أوامره (^٣)، ولم يضيعوها بالشهوات، فلا هم في علمهم من أهل [ظ/ق ٤ ب] الخوض الخراصين الذين هم في غمرة ساهون (^٤)، ولا هم في عملهم من المستمتعين بخلاقهم الذين حبطت أعمالهم في

(^١) في (أ، ظ، ع): "تشتبه"، والمثبت أولى. (^٢) إلى قوله: ﴿بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾ انتهت الآية في "ظ، ت"، وإلى قوله: ﴿مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ﴾ انتهت الآية في (ع)، والمثبت من (ب). (^٣) في (ع): "أوامره ونواهيه". (^٤) يشير إلى قوله تعالى: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ﴾ [الذاريات/ ١٠، ١١].

1 / 28