العشرة، ثم أهل بدر من المهاجرين، ثم من الأنصار، ومن جميع الصحابة على قدر الهجرة والسابقة والفضيلة. وكل من صحبه ولو ساعة أو رآه ولو (^١) مرة، فهو بذلك أفضل من التابعين، والكف عن ذكر أصحاب رسول الله ﷺ إلا بخير ما يُذكرون به، وأنهم أحق أن تُنشر محاسنهم، ويُلتمس لهم أفضل المخارج، ونظن بهم أحسن المذاهب.
قال: قال النبي ﷺ: «لا تؤذوني في أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» (^٢).
وقال ﷺ: «إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا» (^٣)، قال أهل العلم: «لا يُذكرون إلا بأحسن ذكر».
والسمع والطاعة لأئمة المسلمين، وكل من ولي أمر المسلمين عن رضًى أو عن غلبةٍ واشتدت وطأته من برٍّ أو فاجرٍ فلا يخرج عليه (^٤) جار
(^١) من (ظ).
(^٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٣٤٧٠)، ومسلم في صحيحه (٢٥٤٠) من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ بلفظ: «لا تسبوا أصحابي ...» بدل «تؤذوني».
(^٣) جاء هذا الحديث عن جماعة من الصحابة: منهم ابن مسعود وثوبان وعبد الله بن عمر وأبو ذر وأبو هريرة وعبيد بن عبد الغفار ومرسل طاوس.
وكلها منكرة واهية الأسانيد، إلا مرسل طاوس عند عبد الرزاق في أماليه (٥١) فإنه مرسل صحيح.
(^٤) في (ب، ظ): «له» وهو خطأ.