إيجاز التعريف في علم التصريف
محقق
محمد المهدي عبد الحي عمار سالم
الناشر
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٢هـ/ ٢٠٠٢م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
عارضًا بانقلابه من غيره كانقلاب الواو في "بُويِع"١ من ألف "بايع" فلم يقل فيه "بُيِّعَ" لذلك، ولئلا يلتبس باب المفاعلة بباب التفعيل.
وكذلك الياء في (ديوان) هي منقلبة من وَاوٍ٢ بدلالة قولهم في الجمع:"دَوَاوِين" فلم يُعَلَّ "ديوان "بالإعلال المذكور؛ لأنَّ اجتماع الياء والواو فيه عارض؛ ولأنَّ إعلاله بما ذكر يُصَيِّرُهُ "دِيَّانًا" وهو مثل "دِوَّان" الذي فُرَّ منه٣، وسبب الفرار منه خوف التباس الاسم بالمصدر، فإنَّ فِعَّالًا مصدر فَعَّل كَكِذَّاب. فإذا جاء اسم على وزنه أبدلوا الياء الضعف الأول كما قالوا:"قَيِرَاط٤، ودِينَار"٥.
فإن كان فيه تاء التأنيث أَمِنُوا اللبس فتركوه على حاله نحو:"صِنَّارَةٌ"٦.
ولأجل عروض الاجتماع تصح الواو المبدلة من همزة "تؤي "ونحوه
_________
١ مبني للمفعول.
٢ قال في سر صناعة الإعراب ٢/٧٣٥: "ونظير "اجْلِيوَاذ "قولهم:"دِيْوَان"؛ لأنَّ أصله: دِوَّان، ومثاله فِعَّال. والنون فيه لام لقولهم: "دَوَّنْتُه "و"دواوين "و"دُوَيْوِين". وينظر: المنصف ٢/٣١-٣٣.
٣ ينظر هذا التعليل في المرجعين السابقين.
٤ قال في اللسان "قَرط": القرَّاط والقيراط من الوزن معروف، وهو نصف دانق. وأصله قِرَّاط بالتشديد؛ لأنَّ جمعه: قراريط، فأبدل من إحدى حرفي تضعيفه ياء على ما ذكر في "دينار". وينظر: المنصف ٢/٣٢.
٥ في اللسان "دنر": الدينار فارسي معرَّب، وأصله دِنَّار بالتشديد بدليل قولهم دنانير ودُنينير، فقلبت إحدى النونين ياء لئلا يلتبس بالمصادر التي تجيء على فِعَّال.. وينظر: المنصف ٢/٣٢.
٦ في تهذيب اللغة باب الصاد والراء "صنر" ١٢/١٥٩: "وقال الليث: الصِنَّارة: مِغْزَل المرأة وهو دخيل. وقال غيره: صِنَّارَة المغزَل هي الحديدة المعقَّفَةُ في رأسه.
ثعلب عن ابن الأعرابي: الصِّنَارى السيء الخُلُق، والصنور البخيل السيء الخُلُق".
1 / 148