وهذا لعمري اعتراف منهم بأنه لا دخل للثواب والعقاب في الحسن والقبح عقلا، وإلا فأي ثواب وأي عقاب في هذا ونحوه من مواضع الخلاف التي لا يتصرف تفرعها على ذلك المعنى الذي أدخلوا فيه الثواب والعقاب آجلا، وإما يتصور تفرعها على نفي أحكام المعقول مطلقا، وإثباتها مطلقا ... سيأتي إن شاء الله تعالى، نقل كلام لسعد الدين نفسه وبما كان كافيا في سقوط تعجبه المذكور.
وقد قال في التلويح ما نصه: لا حفا في أنه لا معنى للوجوب عليه تعالى بمعنى الثواب على الفعل والعقاب على ..... فلا يتصور الحسن والقبح بالمعنى المتنازع فيه انتهى، وهو مناد بتضليل جميع الأشاعرة القائلين بأن ذهاب المعتزلة إلى الوجوب الأصلح على الله تعالى وهو مبني على قاعدتهم بالحسن والقبح عقلا، وهذا جار في جميع أفعاله تعالى، وحينئذ لا يصح زعم الأشاعرة أن المعتزلة بنوا قولهام هذا يجوز على الله، وهذا لا يجوز منه تعالى، على قاعدتهم في الحسن والقبح، وسعد الدين من جملة هؤلاء الأشاعرة الذين ..... هذا الزعم الفاسد كما ينادي به كلامه في مواضع من شرح المقاصد وغيره من كتبه حتى حاشية الكشاف التي هي آخر مؤلفاته، ولقد حام في التلويح حول المقصود، وحيث قال بعد الكلام المنقول عنه أولا ما نصه: فإن قلت: فما معنى الخلاف في أنه يجب على الله تعالى شيء أم لا؟
صفحة ١٠٣