الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Ishaq Ibn Muhammad Cabdi ت. 1115 هجري
85

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

تصانيف

أما صلوحية القيد المذكور بالنظر إلى مذهب العدلية فلأنهم وإن قالوا بأن ....... هو الموجد لأفعاله الاختيارية بقدرته واختياره، لكنهم قائلون بأنها أي القدرة الصالحة ......مخلوقة لله تعالى، وكما مر لا يتصور بإجماعهم أن يوجد العبد لنفسه ولا لغيره قدرة أصلا.........الاعتبار، كان قيد الاستقلال صالحا صحيحا على مذهبهم بلا شبهة، ولا يلزم من هذا ..... القبيح إلى الله تعالى حيث يقال: أن تأثير العبد في المعصية ليس باستقلاله؛ لأن القدرة .......العدلية غير موجبة بل صالحة للضدين، فالتأثير من الله تعالى في إيجادها للعبد لا يستلزم التأثير في القبيح الذي يفعله العبد بها، فالعبد مستقل باعتبار غير مستقل باعتبار.

وأما صلوحيته بالنظر إلى مذهب الأستاذ فظاهر لأنه قائل بان فعل العبد حاصل لمجموع القدرتين، قدرة العبد، وقدرة الباري تعالى.

وأما صلوحيته بالنظر إلى مذهب الإمامين فلمثل ما ذكرناه في مذهب العدلية، وزيادة كون تأثير قدرة العبد عندهم بطريق الوجوب، كما هو مذهب الفلاسفة، وقد ظن الرازي أنه مذهب شيخنا أبي الحسين البصري رحمه لله تعالى، وهو ظن فاسد كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وإذا كان ذلك بطريق الوجوب فصلوحية قيد الاستقلال ظاهرة، بل قد زعم الرازي أنه يستلزم الجبر كما صرح به في النهاية عند الخوض في مذهب أبي الحسين، ولهذا الإستلزام وجه كما سيجيء.

ولما كان هؤلاء الذين هم الاستاذ والإمامان نافين للحسن والقبح عقلا لم يلتفتوا إلى أن هذا المذهب وإن كان قبيحا من صريح الجبر، لكنه لا ينجي من إسناد القبيح إلى الله تعالى كما مرت الإشارة إلى ذلك كفعل العبد؛ لأن فاعل السبب الموجب فاعل لمسببه كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

صفحة ٩١