وأضاف: «لعلك تقول إنني لن أؤخرها أكثر من بضع دقائق.»
اختفى الرجل مرة أخرى. وعندما عاد، أشار لتافرنيك إلى المصعد.
وقال: «عليك بالصعود إلى الطابق الخامس يا سيدي؛ فالسيدة جاردنر في انتظارك.»
وجد تافرنيك شجاعته تكاد تخونه بينما يطرق باب شقتها. قادته خادمتها الفرنسية إلى غرفة الجلوس الصغيرة ، حيث وجد ثلاثة رجال؛ أحدهم جالس على الطاولة، والاثنان الآخران في مقاعد مريحة، مما أثار انزعاجه. كانت إليزابيث، في ثوب من الساتان الأزرق الباهت، واقفة أمام المرآة. استدارت عندما دخل تافرنيك.
وصاحت وهي تلوح له بيدها: «السيد تافرنيك سوف يقرر! هناك خلاف في الرأي حول أقراطي يا سيد تافرنيك. الميجور بوست ...» وأشارت إلى رجل مسن مهيب المظهر، ذي لحية وشارب مشذبين بعناية، ونظارة مثبتة على شريط أسود رفيع، وقالت: «يريدني الميجور بوست أن أرتدي الأقراط الفيروزية. وأنا أفضل اللؤلؤ. أما السيد كريس فهو يكاد يتفق معي، ولكن بما أنه لا يتفق مع أي شخص، من حيث المبدأ، فإنه يكره أن يقول ذلك. والسيد فولكس متردد بين هذا وذاك. عليك أن تقرر؛ فأنت، كما أعلم، أحد هؤلاء الأشخاص الذين لا يترددون أبدا.»
قال تافرنيك: «لو كنت مكانك لارتديت اللؤلؤ.»
تعاملت إليزابيث معهم بأسلوب رقيق مجامل.
وصرحت: «أترون يا أصدقائي الأعزاء، عليكم القدوم إلى إنجلترا، رغم كل شيء، لتجدوا رجلا يستطيع معرفة ما في عقله والتصريح بما فيه دون خوف. فلتكن الأقراط اللؤلؤ إذن.»
قال كريس بشيء من اللهجة الأمريكية: «ربما يكون هذا قرارا، أو ربما يكون نبل أخلاق. فالسيد تافرنيك كان يعرف اختيارك.»
تنهدت قائلة: «آخر صيحة، كالعادة. والآن، إذا تكرمتم أيها الأفاضل بالنزول، فسوف أنضم إليكم في غضون بضع دقائق. فالسيد تافرنيك مدير أعمالي وأنا متأكدة من أن لديه ما يقوله لي.»
صفحة غير معروفة