وهذه الحكاية تقرب من الكذب، والحديث لا يخفى أن سنده ليس بممكن الاتصال فإنه ليس يمكن لمن لقي الإمام أحمد أن يلقى أبا الزناد.
قال: ويقرب من هذا ما في رسالة العنبري أن عبد الله بن جعفر خرج إلى ضيعة، فنزل على قوم في محل لهم، وغلام أسود يعمل عليها، إذ أتى الغلام بغدائه وهو ثلاثة أقراص فرمى بقرص منها إلى كلب فأكله، ثم رمى إليه الثاني والثالث فأكلهما، وعبد الله بن جعفر ينظر، فقال: يا غلام كم قوتك كل يوم؟ قال: ما رأيت، قال: فلم آثرت الكلب؟ قال: إن هذه الأرض ليست بأرض كلاب، وإنه جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت رده، فقال له عبد الله: فما أنت صانع اليوم؟ قال: أطوي يومي هذا، فقال عبد الله بن جعفر لأصحابه: علي السخاء وهذا أسخى مني، ثم إنه اشترى الغلام فأعتقه، واشترى الحائط وما فيه ووهبه له.
وروى الحاكم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، فإنها ترى ما لا ترون، وأقلوا الخروج إذا جدت، فإن الله -تعالى- يبث في الليل من خلقه ما يشاء)).
صفحة ٢٥٧