وذكر الغزالي في الإحياء عن بعض الصوفية قال: كنا بطرسوس فاجتمعنا جماعة وخرجنا إلى باب الجهاد، فتبعنا كلب من البلد، فلما بلغنا باب الجهاد إذا نحن بدابة ميتة، فصعدنا إلى موضع خال، فقعدنا، فلما نظر الكلب إلى الميتة رجع إلى البلد ثم عاد ومعه نحو عشرين كلبا، فجاء إلى تلك الميتة فقعد ناحية، ووقعت الكلاب في الميتة، فما زالت تأكل إلى أن شبعت وذلك الكلب قاعد ينظر، فلما رجعت الكلاب إلى الماء قام ذلك الكلب إلى العظام فأكل ما بقي عليها من اللحم ثم انصرف.
وفي الميزان للذهبي في ترجمة أحمد بن زرارة المدني عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كيف أنتم في زمان يكون الأمير فيه كالأسد الأسود، والخادم فيه كالذئب الأمعط، والتاجر فيه كالكلب الهرار، والمؤمن بينهم كالشاة الولهاء بين الغنم ليس لها مأوى، فكيف حال شاة بين أسد وذئب وكلب؟)).
صفحة ٢٥٤