عبادة الأوثان، بل كانوا يعبدونها زمانا طويلا. وعابد الصنم ظالم متعد عند الله تعالى ذكره. وقد سبقت لعنة 29 الله على الظالمين وأحد الظالمين من يعبد الوثن. ولا بحسن أن يلعن الله عبدا، ثم يعطيه الإمامة والخلافة في أمة طاهرة، لأن عابد الصنم لا يعبده إلا من سفاهة نفسه، وسخافة عقله، وقلة فطنته. فكيف ينال رياسة الإمامة30 التي يحتاج فيها إلى عقل وافر، وفطنة نافذة، من عبد صنما نحته بيده ونصبه عنده ؟31
والمرشوح32 للوصاية والخلافة فقد عصمه33 الله من عبادة الأصنام، واستجاب فيه لخليله إبراهيم عليه السلام دعوته حيث قال: واجنبنى و بنى أن نعبد الأصنام. 35 فهو لمسجد أسس على التقوى من أول يوم . 36 ومن هذه الجهة سمى37 أساسا لأن الله تعالى ذكره قد عير الأمة [103] الظالمة لما نصبوا إماما وخليفة برأيهم، فقال: والذين اتخدوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقام بين
صفحة ١٥٦