مبدع ولا خالق58 إذ وجوده بوجود خلقه. وما وجوده بوجود خلقه غير مستحق لأن يكون مبدعا، بل دون مبدعه الذى أبدعه بأمره ووحدته. فأيي الفريقين أحق بالتعطيل، أنتم حيث شبهتم مبدعكم بخلقه كى يكون خلقه معه لتزول عنه الخالقية،59 أو يكون وجوده بوجود خلقه لتزول عنه الخالقية، وفي أي الحالتين تثبتونه يصير معطلا ، أم نحن حيث جردنا مبدعنا عن سمات خليقته ونعوت بريته ليكون خلقه مبدعا بأمره وهو مبدع إياه ? فأي افتخار أعظم من درك الحقائق والوقوف على [27] الطرائق?
نرجع إلى فن آخر من الافتخار على الأمم الذين ضلوا وأضلوا، فأقول إن جميع ما قصدت كل فرقة فى معبودها قد أتينا به من وجه أجمل وأحسن وأقرب إلى الحق. وما قدسنا به معبودنا فقد حرم عنه جميع الفرق لأن قصد الفرق فى معبودهم إنما هو الطاعة والخضوع.6 والناس في هذا الباب على أربع فرق: فرقة هم عباد الأوثان61 الذين نحتوا بأيديهم حجارة أو خشبا، وجعلوه صنما ذا يد ورجل وعين وأذن،62 فتقربوا إلى معبودهم بالخضوع له والسجود والخدمة؛ وفرقة هم المشبهة63 الذين قالوا بصورة معبودهم من الجسم والجوارح
صفحة ٩٠