نافع . فقد صح أن البعث من الطريق الذي حسبتموه36 باطل.
وهاتوا، بينوا لنا، لم وجب من جهة العدل37 والقياس أن يكون الميت الذي مات بعد آدم عليه السلام بعشر سنين يبقى فى الأرض سبعة آلاف سنة ، [165] والميت الذي يموت آخر الناس يبقى فى الأرض مدة يسيرة، كأن38 الله تعالى ذكره لم يقدر على بعث الأموات الذين39 ماتوا فى الزمن40 الأول حتى أمات الخلق كلهم? وإن قدر عليه، فما الفائدة والحكمة فى تركهم إلى هذا الوقت الذي سميتموه? وهذا مخالف للشاهد، والعيان لأن الأشياء الطبيعية التى تتلاشى الوقت بعد الوقت لا يمكن توهم كون متأخر التلاشي مع كون متقدم التلاشى، بل كون متقدم التلاشي أسرع لقبول الكون من متأخر التلاشي إلا أن يكون له علة، أو سبب يمنع المتقدم التلاشى عن قبول الكون إلا مع متأخر التلاشي. فإذآ، رفعت4 الموانع وبطلت العلل، فإن متقدم التلاشى أسرع لقبول الكون من متأخر التلاشى. فما بال الأموات الذين ماتوا في زمن آدم عليه السلام، [166] قد استوت حالهم في باب البعث بمن تأخر كونهم وتأخر تلاشيهم? ولو علم الخلق كيفية البعث لعاينوا للبعث كيفية تكفتهم عن الخوض فيما لا يجدون له أصلا صحيحا وبناء [1 متقنا محكما. فقد صح أن
صفحة ٢٠٢