الكتاب المنزل على النبى المرسل ? قيل له: 50 بل الدليل عليه من كتاب الله تعالى ذكرهآ المنزل على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله قوله: أنت تحكم بين عبادك فى ما كانوا فيه يختلفون. 51 [149] وسمى ما فوضه إلى الرسول حكمه فى قوله: أفحكم الجهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون. 51 فإذا كان حكم الإسلام حكم الله تعالى ذكره ولم يتول الله ذلك بنفسه،5 بل أقام له رسولا، وهو محمد صلى الله عليه وعلى آله ليبلغه إلى الأمة، ولم يكن ذلك منكرا، جاز أن يكون الله تعالى ذكره يقيم لحكنم الآخرة قائما ليحكم بين العباد في الاختلافات ولا يتولى ذلك بنفسه. ويكون جميع ما يحكم به هذا القائم فى زمانه ودوره إنما هو حكم الله،5 كما جاز أن يكون ما حكم به محمد صلى الله عليه وعلى آله بين أمته فى زمانه ودوره إنما هو حكم الله، ولم يتول الله ذلك ببنفسه، حدذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.
هاتواء الآن إلى أشراط الساعة التى أنتم منكرون بها6 على وجهها،57 مقرون بما لم يقدر الله ذلك فيها. أين أنتم عن الحساب الذي [150] اقترب وأنتم عنه غافلون? كما قال العزيز الحكيم: آقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة
صفحة ١٩٠