وبعضها مرسلا إليه، وإن كانت كلها مضافة إلى أمر الله تعالى ذكره وإلى قدرته سبحانه. فأول تلك الأشياء وأقربها إلى مجد المبدع وعظمته الملائكة الموكلون بتدبير الخلقة وتقدير الفطرة. فجعل بعض ملائكته موكلا بقبض لأرواح، فقال: قل يتوفكم ملك الموت الذى وكل بكيم. 2 ثم أخبر أن فعل ملك الموت لما كان بأمره كان هو فاعله، فقال: الله يتوفى الأنفس حين موتها.8 ومن المحال أن يكون الله يتوفاها، ثم [145] يوكيل ملكا بقبضها، إذ لو كان الله يقبض الأرواح لكان الملك الموكل بقبضها فضلة، لا يحتاج ليها. ولما كان الملك الموكل بقبضها غير فضلة، بل هو الذى يقبضها، كان إضافة فعله إلى الله تعالى ذكره أمره الملك بقبضها وإقامته إياه.
وجعل البعض منهم مو كلا بتبليغ الرسالة إلى الرسل، فقال جل من قائل : الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل المليكة رسلا أولى أجنحة مثنى؛29 وقال: وعلمك ما لم تكن تعلم. 30 ومن المتفق عليه أن الله تعالى ذكره لم يعلم الرسول بنفسه، بل علمه بملائكته، لكن لما كانت الملائكة بأمر الله علموا الرسول31 أضاف الله تعالى ذكره ذلك إلى نفسه وذاته. وبعده الرسل صلوات الله عليهم فإنتهم أوجبوا على الأمم شرائع، أحلوا لهم فيها ما جاز
صفحة ١٨٧