الباب التاسع
في معرفة القيامة
ومن أعظم ما يفتخر أهل الحقائق به معرفة القيامة وأسبابها، وما يلحق بها من علاماتها وآياتها التى أهل الظاهر عنها وعن معفتها فيا غفلة، وعلمهم بها علم بعيد عن البرهان، قريب من العدوان. وهم في هذا الباب أعظم إنكارا على أهل الحقائق وأشد استفظاعا، وأصحاب الفلسفة بها أكثر استهزاء[ا] إذا أخذنا فى وصف القيامة. فأريد أن أنصف من نفسي وأستنصف من خصمائي في هذا الباب سوى أهل الظاهر وأصحاب الفلسفة، وأبسط بساط الإنصاف في الحكاية2 [136) عما يعتقده أهل الظاهر وأصحاب الفلسفة، وفى الإبانة عما يدين به أهل الحقائق من غير أن أكتم شيئا من اعتقادنا واعتقادهم. ثم يكون فصل الحكم على ما توجبه قضية الحق.
صفحة ١٨١