والغرض فيما نورده الآن - بمعونة الله عزوجل - بعد الذي ذكرناه، ووصفنا حاله وبيناه، تلخيص جنس مفرد لم يتميز بالتحديد فيما أسلفناه، ولا وجدناه على مانؤمه لاحد من أصحابنا المتقدمين رضى الله عنهم ولا عرفناه، مع صدق الحاجة إليه فيما كلفه الله تعالى جميع من ألزمه فروضه وأمره ونهاه (1)، إذ كان به تمام الاخلاص لمن اصطفاه سبحانه من خلقه وتولاه، وكمال الطاعة في البراءة إليه ممن بمعصيته (2) له عاداه، وبالله استعين، وإياه استهدي إلى سبيل الرشاد.
---
(1) في ب، م: ونهيه. (2) في ب: ممن يرى بمعصية. وفي أ، ح: ممن يرى منه معصيته (*).
--- [ 27 ]
صفحة ٢٦