133

الإفصاح عن معاني الصحاح

محقق

فؤاد عبد المنعم أحمد

الناشر

دار الوطن

تصانيف

الناس على عبد الرحمن ومالوا إليه، حتى ما رأى أحدا من الناس يتبع أحدًا من أولئك الرهط، ولا يطأ عقبيه، ومال الناس إلى عبد الرحمن يشاورونه ويناجونه تلك الليالي، حتى إذا كان الليلة التي أصبحنا فيها، فبايعنا عثمان. قال المسور: طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظ فقال: ألا أراك نائما؟ فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير نوم، فادع لي الزبير وسعدًا، فدعوتهما له، فشاورهما، ثم دعاني، فقال: ادع لي عليًا، فدعوته فناجاه حتى إبهار الليل، ثم قام علي من عنده وهو على طمع، وكان عبد الرحمن يخشى من علي شيئًا ثم قال: ادع لي عثمان، فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن للصبح، فلما صلى الناس الصبح، اجتمع أولئك الرهط عند المنبر، فأرسل عبد الرحمن (٥٣/ أ) إلى ما كان خارجًا من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد، وكانوا قد وافوا تلك الحجة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن وقال: أما بعد، يا علي فإني نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلا، وأخذ بيد عثمان فقال: أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس والمهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون)]. * في هذا الحديث من الفقه استظهار الإمام على عماله، وتخويفهم من أن يحيفوا على الرعية أو يحملوا الأرض ما لا يطيقه، مع جواز تفويضه ذلك إلى الأمناء عنده.

1 / 171