افحام اليهود
الناشر
دار القلم - دمشق
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠هـ - ١٩٨٩م
مكان النشر
الدار الشامية - بيروت
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= مسيح الهدى ابن مريم، فيقتل منتظرهم المسيح الدجال، ويضع هو وأصحابه السلام فيهم، كما ثبت عن النبي ﷺ في الأحاديث الصحيحة. اهـ.
فظهر أن كلا من اليهود والنصارى والمسلمين ينتظر مسيحا في آخر الزمان: فمسيح اليهود هو الأعور الدجال كما سلف.
ومسيح النصارى لا حقيقة له؛ لأنه عندهم إله تام من إله تام من جوهر أبيه. ينزل في آخر الزمان ليدين الناس يوم القيامة. وكانوا يظنون أن هذا سيكون قبل موت جميع الحواريين. بل إن بعضهم ليشهد ذلك. ولكن مات الحواريون ومضى على ميلاده قرابة ألفي عام، ولم يأت في ملكوته ليدين الناس.
أما المسيح الذي يؤمن به المسلمون، فهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول وروح منه ليس غير. وقد صح في الأخبار عن سيد الأبرار ﷺ أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق على جناحي ملكين، فيقتل مسيح الضلالة على بضع عشرة خطوة من باب لد، ويظهر دين الله وتوحيده، ويقتل أعداءه الذين رموه وأمه بالعظائم، وأعداءه الذين اتخذوه وأمه إلهين من دون الله. وتعود الملل في زمنه ملة واحدة، ألا وهي دين الإسلام ملة إبراهيم وسائر الأنبياء ﵈ وقد أخبر النبي ﷺ عن حاله وقت نزوله، وعن ملبسه الذي عليه، وأخبر بما يفعله بعد نزوله بالتفصيل. وأوصى من أدركه من أمته أن يقرأ ﵇ منه. ومما ورد في ذلك ما يلي:
عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". ثم يقول أبو هريرة ﵁: اقرءوا إن شئتم: ﴿وَإِنْ مِنْ =
1 / 109