216

إيضاح شواهد الإيضاح

محقق

الدكتور محمد بن حمود الدعجاني

الناشر

دار الغرب الإسلامي

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٧ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

فقه اللغة
ثم كثر استعمالها، فتلعبت بها العرب كأشياء يكثر تصرفها فيها، لكثرة نطقها بها. فقدمت الياء المشددة على الهمزة، فصارت "كيأ" على وزن كيع، ثم حذفت الياء المتحركة، تشبيهًا لها بسيد وميت، فصارت "كيءٍ" بوزن كيع، ثم قلبت الياء ألفًا، وإن كانت ساكنة، كما قلبت في "ييأس"، فصار ياءس، فصارت "كاء" بوزن كاع.
وذهب يونس في "كائن" انه فاعل من الكون.
وهذا يبعد، لأنه لو كان كذلك، لوجب إعرابه، إذ لا مانع له من الإعراب.
وأما "كأي" بوزن كعي، فهو مقلوب "كيءٍ" الذي هو أصل "كاءٍ" وجاز قلبه لأمرين.
أحدهما كثرة التلعب بهذه الكلمة.
والآخر؛ أنه مراجعة الأصل. ألا ترى أن أصل الكلمة "كأي" فالهمزة إذن قبل الياء.
وأما "كإ" بوزن كع، فمحذوفة من "كإ" وجاز حذف الألف لكثرة الاستعمال كما قال الراجز:
أصبحَ قلبي صردا
لا يشتهي أنْ يردا

1 / 264