إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

بدر الدين بن جماعة ت. 733 هجري
78

إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

محقق

وهبي سليمان غاوجي الألباني

الناشر

دار السلام للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

مكان النشر

مصر

من إنشائه وَيُؤَدِّي الْخطْبَة بفصاحة ويقرا فِي الْمِحْرَاب طيبا اجْتمع لَهُ من الوجاهة وَطول الْعُمر ودوام الْعِزّ مَا لم يتَّفق لغيره ثمَّ ولي قَضَاء الْقُضَاة فِي الديار المصرية وَلما وصل مصر أفطر عِنْد الْوَزير وَبَالغ فِي خدمته وَسَار فِي موكبة يَوْم الْخَمِيس السَّابِع عشر إِلَى القلعة وَدخل بَين القصرين وَأعْطِي خطابه الْأَزْهَر وَولي بعد ذَلِك قَضَاء دمشق وخطابة الْمَسْجِد الْأمَوِي وَبَقِي فِيهَا سِنِين وَلما كَبرت سنة وَضعف بدنه وَثقل سَمعه استقال من الْقَضَاء سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَقبلت استقالته فَانْقَطع بمنزله يسمع الْعلم عَلَيْهِ ويتبرك بِهِ إِلَى أَن توفّي لَيْلَة الْعشْرين من جمادي الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَله أَربع وَتسْعُونَ سنة وَشهر وَكَانَت جنَازَته حافلة وَدفن بالقرافة قَرِيبا من الإِمَام الشَّافِعِي رحمهمَا الله تَعَالَى ثَنَاء الْعلمَاء عَلَيْهِ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه قَاضِي قُضَاة الْإِسْلَام الْخَطِيب الْمُفَسّر لَهُ تعاليق فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول وَغير ذَلِك وَله مُشَاركَة حَسَنَة فِي عُلُوم الْإِسْلَام مَعَ دين وَتعبد وتصوف وأوصاف جميلَة وَأَحْكَام محمودة إِلَخ وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات حَاكم الإقليمين مصر وشاما وناظم عقد الفخار الَّذِي لَا يسامى متحل بالعفاف إِلَّا من مِقْدَار الكفاف مُحدث فَقِيه ذُو عقل لَا تقوم أساطين الْحُكَمَاء بِمَا جمع فِيهِ وَقَالَ ابْن جَابر وَمَا علم عَلَيْهِ فِي جَمِيع ولَايَته إِلَّا خيرا مَعَ أَنَّهَا نَحْو الْخمسين عَاما حليته قَالَ الذَّهَبِيّ من كَلَام وافر الْعقل حسن الْهَدْي متين الدّيانَة ذَا تعبد وأوراد مليح الْهَيْئَة أَبيض مستدير اللِّحْيَة نقي الشيبة جميل البزة رَقِيق الصَّوْت سَاكِنا وقورا وَحج مرَارًا رَحمَه الله تَعَالَى وجزاه عَن الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين خيرا كثيرا كثيرا

1 / 84