إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

بدر الدين بن جماعة ت. 733 هجري
147

إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

محقق

وهبي سليمان غاوجي الألباني

الناشر

دار السلام للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

مكان النشر

مصر

وَأَيْضًا فَيحْتَمل أَن يكون بعض الروَاة توهم عود الضَّمِير إِلَى الله تَعَالَى فَرَوَاهُ بِالْمَعْنَى على زَعمه واعتقاده فَأَخْطَأَ وَأَيْضًا فَفِي رُوَاته حبيب بن ابي ثَابت وَكَانَ يُدَلس وَلم يُصَرح بِسَمَاعِهِ عَن عَطاء وَبِتَقْدِير صِحَّته وعود الضَّمِير إِلَى الله تَعَالَى فَقيل المُرَاد بالصورة الصّفة أَي على صفته من الْعلم والإرادة والسلطة بِخِلَاف سَائِر حيوانات الأَرْض وميزه بهَا وميزه على الْمَلَائِكَة بسجودهم لَهُ فَيكون المُرَاد بذلك تشريف آدم كَمَا تقدم ذَلِك وَفِي هَذَا الْجَواب نظر لِأَن ذَلِك لَا يخْتَص بِالْوَجْهِ وَقيل وَهُوَ الْأَقْرَب إِن الْإِضَافَة إِضَافَة الْملك والخلق لِأَنَّهُ الَّذِي خلق صُورَة آدم وَهُوَ مَالِكهَا ومخترعها كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿هَذَا خلق الله﴾ وَذَلِكَ لِأَن الصّفة كَمَا يَصح اضافتها إِلَى الْمَوْصُوف يَصح إضافتها إِلَى خَالِقهَا وموجدها تَشْرِيفًا لَهَا وتكريما وَمن قَالَ بِأَن لله تَعَالَى صُورَة وَخلق آدم عَلَيْهَا فمردود عَلَيْهِ لما فِيهِ من التجسيم وَكَذَلِكَ من قَالَ صُورَة لَا كالصور

1 / 155