وإذا عرف ذلك : فلا يبعد أن يعطي الله عز وجل قارئ سورة (الزلزلة) أجر قاريء نصف القرآن ببعض هذه الأسباب ؛ خصوصا وقد ثبت بالسنة الصحيحة أن بعض القرآن أعظم وأفضل من بعض ، كما ثبت أن الفاتحة أعظم السور ، وآية الكرسي أعظم الآيات . فقد تختص هذه السورة بخصائص - يعلمها الشرع - تقتضي أن يرتب على قراءتها من الأجر على ذلك .
كما اختص بعض الأشخاص والأزمنة والأمكنة والأحوال بخواص اختصت لأجلها بما ليس لغيرها من جنسها ، وذلك كأشخاص الأنبياء والأولياء ظهر على أيديهم من المعجزات والخوارق ما لم يظهر على أيدي غيرهم من الأشخاص ، وكما اختص رمضان والأشهر الحرم ويوم الجمعة وليلة القدر ويوم عرفة وعاشوراء ونحوها من الأزمنة بخصائصها المشهورة شرعا .
وكما اختص المسجد الحرام بأن صلاة الفرض فيه أفضل منها في غيره وبسائر خصائصه .
واختص المساجد الثلاثة بشد الرحال إليها ، وتضاعف الصلاة فيها على غيرها ، ونحو ذلك .
صفحة ١٦