بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وحده لا شريك له وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما وحسبنا الله ونعم الوكيل
صفحة ١٩
(1) باب في صفة اعتقاد الإمامية
قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه - الفقيه المصنف لهذا الكتاب إعلم أن اعتقادنا في التوحيد أن الله تعالى واحد أحد،
صفحة ٢١
ليس كمثله شي قديم (1) لم يزال سميع بصير عليم حكيم حي قيوم عزيز قدوس قادر غني.
لا يوصف بجوهر ولا جسم (2) ولا صورة ولا عرض ولا خط (3) ولا سطح ولا ثقل (4) ولا خفة ولا سكون ولا حركة ولا مكان ولا زمان.
وأنه تعالى متعال عن جميع صفات خلقه خارج من الحدين حد الإبطال وحد التشبيه.
وأنه تعالى شي لا كالأشياء أحد صمد لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك ولم يكن له كف أحد (5) ولا ند (6) ولا ضد (7) ولا شبه ولا صاحبة ولا مثل ولا نظير ولا شريك لا تدركه الأبصار والأوهام وهو يدركها لا تأخذه سنة ولا نوم وهو اللطيف الخير (8) خالق كل شئ لا إله إلا هو له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.
ومن قال بالتشبيه فهو مشرك ومن نسب إلى الإمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب.
وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل وإن وجد في كتاب علمائنا فهو مدلس.
صفحة ٢٢
والأخبار التي يتوهمها الجهال تشبيها لله تعالى بخلقه فمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها.
لأن في القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/28/28" target="_blank" title="القصص 28">﴿كل شي هالك إلا وجهه﴾</a> (١) ومعنى الوجه: الدين والدين هو الوجه الذي يؤتى الله منه ويتوجه به إليه.
وفي القرآن: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) (١) والساق: وجه الأمر وشدته.
وفي القرآن: (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله والجنب: الطاعة.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/15/15" target="_blank" title="الحجر: 15">﴿ونفحت فيه من روحي﴾</a> (٤) والروح هي روح مخلوقة جعل الله منها في آدم وعيسى - عليها السلام - وإنما قال روحي كما قال بيتي وعبدي وجنتي وناري وسمائي وأرضي.
وفي القرآن <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/5/5" target="_blank" title="المائدة 5">﴿بل يداه مبسوطتان﴾</a> (٥) يعني نعمة الدنيا ونعمة الآخرة.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/51/51" target="_blank" title="الذاريات 51">﴿والسماء بنيناها بأيد﴾</a> (٦) والأيد: القوة ومنه قوله تعالى:
<a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/38/38" target="_blank" title="ص 38">﴿واذكر عبدنا داود ذا الأيد﴾</a> (٧) يعني ذا القوة.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/38/38" target="_blank" title="ص 38">﴿يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي﴾</a> (8) يعني
صفحة ٢٣
بقدرتي وقوتي.
وفي القرآن: (والأرض جميعا قبضته يوم القيمة) (١) يعني ملكه لا يملكها معه أحد.
وفي القرآن: (والسماوات مطويات بيمينه) (٢) يعني بقدرته.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/89/89" target="_blank" title="الفجر: 89">﴿وجاء ربك والملك صفا صفا﴾</a> (٣) يعني وجاء أمر ربك وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/83/83" target="_blank" title="المطففين 83">﴿كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون﴾</a> (٤) يعني عن ثواب ربهم.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/2/2" target="_blank" title="البقرة: 2">﴿هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظل من الغمام والملائكة﴾</a> (٥) أي عذاب الله (٦).
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/75/75" target="_blank" title="القيامة 75">﴿وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة﴾</a> (٧) يعني مشرفة تنظر (٨) ثوابها ربها.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/20/20" target="_blank" title="طه: 20">﴿ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى﴾</a> (9) وغضب الله عقابه،
صفحة ٢٤
ورضاه ثوابه.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/5/116" target="_blank" title="المائدة: 116">﴿تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك﴾</a> (١) أي تعلم غيبي ولا أعلم غيبك.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/3/3" target="_blank" title="آل عمران 3">﴿ويحذركم الله نفسه﴾</a> (٢) يعني انتقامه.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/33/33" target="_blank" title="الأحزاب 33">﴿إن الله وملئكته يصلون على النبي﴾</a> (٣).
وفي القرآن: (هو الذي يصلي عليكم وملئكته (٤) والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة (٥) تزكية ومن الناس دعاء.
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/3/3" target="_blank" title="آل عمران: 3">﴿ومكروا ومكر الله وخير الكرين﴾</a> (٦).
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/4/4" target="_blank" title="النساء 4">﴿يخدعون الله وهو خادعهم﴾</a> (٧).
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/2/2" target="_blank" title="البقرة 2">﴿الله يستهزئ بهم﴾</a> (٨).
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/9/9" target="_blank" title="التوبة 9">﴿سخر الله منهم﴾</a> (٩).
وفي القرآن: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/9/9" target="_blank" title="التوبة 9">﴿نسوا الله فنسيهم﴾</a> (10)
صفحة ٢٥
ومعنى ذلك كله (١) أنه عز وجل يجازيهم جزاء المكر وجزاء المخادعة، وجزاء الاستهزاء وجزاء السخرية وجزاء النسيان وهو أن ينسيهم أنفسهم كما قال عز وجل: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/59/59" target="_blank" title="الحشر 59">﴿ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم﴾</a> (2) لأنه عز وجل في الحقيقة لا يمكر ولا يخادع ولا يستهزئ ولا يسخر ولا ينسى (3) تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا (4).
وليس يرد في الأخبار التي يشنع بها أهل الخلاف والالحاد إلا مثل هذه الألفاظ ومعانيها معاني ألفاظ القرآن (5).
صفحة ٢٦
(2) باب الاعتقاد في صفات الذات وصفات الأفعال
قال الشيخ أبو جعفر - رحمه الله - كل ما وصفنا الله تعالى به من صفات ذاته فإنما (1) نريد بكل صفة منها نفي ضدها عنه تعالى.
ونقول: لم يزل الله تعالى سميعا بصيرا عليما حكيما قادرا عزيزا حيا قيوما واحدا قديما وهذه صفات ذاته (2).
ولا نقول: إنه تعالى لم يزل خلاقا (3) فاعلا شائيا مريدا راضيا ساخطا رازقا وهابا متكلما لأن هذه صفات أفعاله وهي محدثة لا يجوز أن يقال: لم يزل الله تعالى موصوفا بها.
صفحة ٢٧
(٣) باب الاعتقاد في التكليف
قال الشيخ - أبو جعفر - رحمة الله عليه - اعتقادنا في التكليف هو أن الله تعالى لم يكلف عباده إلا دون ما يطيقون كما قال الله في القرآن <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي /القرآن-الكريم/2/2" target="_blank" title="البقرة: 2">﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها﴾</a> (1) والوسع دون الطاقة.
وقال الصادق عليه السلام - والله تعالى ما كلف العباد إلا دون ما يطيقون لأنه كلفهم في كل يوم وليلة خمس صلوات وكلفهم في السنة صيام ثلاثين يوما وكلفهم في كل مائتي درهم خمسة دراهم وكلفهم حجة واحدة وهم يطيقون أكثر من ذلك (2) (3).
صفحة ٢٨
(4) باب الاعتقاد في افعال العباد
قال الشيخ أبو جعفر - رحمة الله عليه اعتقادنا في أفعال العباد أنها مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ومعنى ذلك أنه لم يزل الله عالما بمقاديرها.
(5) باب الاعتقاد في نفي الجبر والتفويض
قال الشيخ أبو جعفر - رحمة الله عليه - اعتقادنا في ذلك قول الصادق عليه السلام لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين.
فقيل له: وما أمر بين أمرين؟
قال: ذلك مثل رجل رايته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية فليس حيث لا يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية (2)
صفحة ٢٩
(٦) باب الاعتقاد في الإرادة والمشيئة
قال الشيخ أبو جعفر - رحمة الله عليه - اعتقادنا في ذلك قول الصادق عليه السلام: (شاء الله وأراد ولم يحب ولم يرض شاء أن لا يكون شئ إلا بعلمه وأراد مثل ذلك ولم يحب أن يقال له ثالث ثلاثة ولم يرض لعباده الكفر. (١).
قال الله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي /القرآن-الكريم/28/28" target="_blank" title="القصص 28">﴿إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء﴾</a> (٢).
وقال تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) (٣).
وقال: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) (٤).
وقال عز وجل: (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) (٥).
كما قال تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/3/3" target="_blank" title="آل عمران 3">﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا﴾</a> (6).
صفحة ٣٠
وكما قال عز وجل: (يقولون لو كان لنا من من الأمر شئ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم). (١) وقال تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/6/6" target="_blank" title="الأنعام 6">﴿ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون﴾</a> (٢) وقال جل جلاله: (ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا (٣).
وقال تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/32/32" target="_blank" title="السجدة 32">﴿ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها﴾</a> (٤).
وقال عز وجل: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/6/6" target="_blank" title="الأنعام 6">﴿فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء﴾</a> (٥).
وقال الله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي /القرآن-الكريم/4/4" target="_blank" title="النساء 4">﴿يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم﴾</a> (٦). وقال تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/3/3" target="_blank" title="آل عمران 3">﴿يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ﴾</a> (٧).
وقال: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/4/4" target="_blank" title="النساء 4">﴿يريد الله أن يخفف عنكم﴾</a> (8).
وقال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (19).
وقال عز وجل: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات
صفحة ٣١
أن تميلوا ميلا عظيما) (1).
وقال: (وما الله يريد ظلما للعباد). (2).
فهذا اعتقادنا في الإرادة والمشيئة ومخالفونا يشنعون علينا في ذلك ويقولون:
إنا نقول إن الله تعالى أراد المعاصي وأراد المعاصي وأراد قتل الحسين بن علي عليهما السلام وليس هكذا نقول.
ولكنا نقول: إن الله تعالى أراد أن يكون معصية العاصين خلاف طاعة المطيعين.
واردا أن تكون المعاصي غير منسوبة إليه من جهة الفعل وأراد أن يكون موصوفا بالعلم بها قبل كونها.
ونقول: أراد الله أن يكون قتل الحسين معصية خلاف الطاعة (3).
ونقول: أراد الله أن يكون قتله (4) منهيا عنه غير مأمور به.
ونقول: أراد الله تعالى أن يكون قتله مستقبحا غير مستحسن.
ونقول: أراد الله تعالى أن يكون قتله سخطا لله غير رضي.
ونقول أراد الله ألا يمنع من قتله بالجبر والقدرة (5) كما منع منه بالنهي. (6).
صفحة ٣٢
ونقول: أراد الله أن لا يدفع القتل عنه - عليه السلام - كما دفع الحرق عن إبراهيم، حين قال تعالى للنار التي ألقي فيها: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/21/21" target="_blank" title="الأنبياء 21">﴿يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم﴾</a> (1).
ونقول: لم يزل الله تعالى عالما بأن الحسين سيقتل (2) ويدرك بقتله سعادة الأبد، ويشقى قاتله شقاوة الأبد.
ونقول: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
هذا اعتقادنا في الإرادة والمشيئة دون ما نسبه (3) إلينا أهل الخلاف والمشنعون علينا من أهل الالحاد.
صفحة ٣٣
(7) (باب الاعتقاد في القضاء والقدر)
قال الشيخ أبو جعفر - رحمة الله عليه - اعتقادنا في ذلك قول الصادق - عليه السلام - لزرارة حين سأله فقال: ما تقول - يا سيدي (1) - في القضاء والقدر؟ قال:
(أقول إن الله تعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما قضى عليهم (2).
والكلام في القدر منهي عنه، كما قال أمير المؤمنين - عليه السلام - لرجل قد سأله عن القدر، فقال: (بحر عميق فلا تلجه ).
ثم سأله ثانية فقال: (طريق مظلم فلا تسلكه)، ثم سأله ثالثة فقال: (سر الله فلا تتكلفه) (3).
وقال أمير المؤمنين - عليه السلام - في القدر: (ألا إن القدر سر من سر الله) وستر من ستر الله، وحرز من حرز الله، مرفوع في حجاب الله، مطوي عن خلق الله، مختوم
صفحة ٣٤
بخاتم الله، سابق في علم الله، وضع الله عن العباد علمه (1) ورفعه فوق شهاداتهم، لأنهم لا ينالونه بحقيقته الربانية، ولا بقدرته الصمدانية ولا بعظمته النورانية، ولا بعزته الوحدانية (2) لأنه بحر زاخر مواج خالص لله تعالى، عمقه ما بين السماء والأرض، عرضه ما بين المشرق والمغرب، أسود كالليل الدامس، كثير الحيات والحيتان، يعلو مرة ويسفل أخرى، في قعره شمس تضئ لا ينبغي أن يطلع إليها إلا الواحد الفرد، فمن تطلع عليها (3) فقد ضاد الله في حكمه، ونازعه في سلطانه، وكشف عن سره وستره، وباء بغضب من الله، ومأواه جهنم وبئس المصير (4).
وروي أن أمير المؤمنين - عليه السلام - عدل من عند حائط مائل إلى مكان آخر، فقيل له: يا أمير المؤمنين، تفر من قضاء الله؟ فقال - عليه السلام -: (أفر من قضاء الله إلى قدر الله) (5).
وسئل الصادق - عليه السلام - عن الرقي، هل تدفع من القدر شيئا؟ فقال:
(هي من القدر) (6).
صفحة ٣٥
(٨) (باب الاعتقاد في الفطرة والهداية)
قال الشيخ أبو جعفر - رحمه الله - اعتقادنا في ذلك أن الله تعالى فطر جميع الخلق على التوحيد، وذلك قوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/30/30" target="_blank" title="الروم 30">﴿فطرت الله التي فطر الناس عليها﴾</a> (1).
وقال الصادق - عليه السلام - في قول الله تعالى: (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون) قال: - حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه).
وقال في قوله تعالى: (فألهمها فجورها وتقواها) قال: (بين لها ما تأتي وما تترك).
وقال في قوله تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) قال (عرفناه إما آخذا وإما تاركا).
وفي قوله تعالى: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) قال:
(وهم يعرفون) (2).
صفحة ٣٦
وسئل الصادق - عليه السلام - عن قول الله عز وجل: (وهديناه النجدين) قال: (نجد الخير ونجد الشر) (1) وقال - عليه السلام -: (ما حجب الله علمه عن العباد فهو، وضوع عنهم) (2).
وقال - عليه السلام -: (إن الله احتج على الناس بما آتاهم وعرفهم) (3).
صفحة ٣٧
(9) (باب الاعتقاد في الاستطاعة)
قال الشيخ - رحمه الله - اعتقادنا في ذلك ما قاله موسى بن جعفر - عليه السلام - حين قال له: أيكون العبد مستطيعا؟
قال: (نعم، بعد أربع خصال: أن يكون مخلى السرب (1)، صحيح الجسم، سليم الجوارح، له سبب وارد من الله تعالى: فإذا تمت هذه فهو مستطيع).
فقيل له: مثلي أي شئ؟.
قال: (يكون الرجل مخلى السرب صحيح الجسم سليم الجوارح لا يقدر أن يزني إلا أن يرى امرأة، فإذا وجد المرأة فأما أن يعصم فيمتنع كما امتنع يوسف، وأما أن يخلى بينه وبينها فيزني فهو زان، ولم يطع الله بإكراه، ولم يعص بغلبة) (2).
وسئل الصادق - عليه السلام - عن قول الله تعالى: (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون) قال - عليه السلام -: (مستطيعون يستطيعون الأخذ بما أمروا به،
صفحة ٣٨
والترك لما نهوا عنه، وبذلك ابتلوا) (1) قال أبو جعفر - عليه السلام -: (في التوراة مكتوب: يا موسى، إني خلقتك واصطفيتك وقويتك، وأمرتك بطاعتي، ونهيتك عن معصيتي، فإن أطعتني أعنتك على طاعتي، وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي، ولي المنة عليك في طاعتك لي، ولي الحجة عليك في معصيتك لي) (2).
صفحة ٣٩