وكتب الكثير، وحدث، ودرَّس، وأفتى مشيخة النورية (١)، والعلمية (٢)، والقبجية (٣)، وغير ذلك، وصنَّف أشياء مفيدة، خرّجت له معجمًا في مجلد) (٤)، وقال أيضًا: (ويلقب بمختصر النووي) (٥).
وفي هذا ردّ على اليافعي، حيث قال - بعد قوله: (له فضل، وتألُّه، واتّباع) -: (هكذا ذكر الذهبي، ولم يذكر ما قد عرف واشتهر وشاع، وتقرر عنه أنه من أصحاب الشيخ معتمد الفتاوى محيي الدين النووي) (٦).
قلت: والذي أوقعه في هذا الوهم أنه قرأ ترجمة ابن العطار في العبر للذهبي، فظن أنه لم يزد على ذلك في بقية كتبه، والحقيقة خلاف ذلك، والناس في ترجمته عيال على كتب الذهبي، كما أشرت إلى ذلك في بداية الترجمة.
وقال ابنُ كثير: (سمع الحديث، واشتغل على الشيخ محيي الدين النووي، ولازمه؛ حتى كان يقال له: مختصر النووي، وله مصنفات وفوائد، ومجاميع وتخاريج) (٧).
_________
(١) سيأتي قريبًا - إن شاء الله - التعريف بالنورية.
(٢) العلمية، نسبة إلى واقفها وبانيها الأمير علم الدين سنجر المعظمي حيث بناها سنة ثمان وعشرين وستمئة، وهي بدمشق، شرقي جبل الصلحية.
انظر: الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي (١/ ٤٢٩).
(٣) القبجية هكذا، والصواب القليجية، إذ لعله خطأ مطبعي، وهي منسوبة إلى بانيها مجاهد الدين ابن قليج محمَّد بن شمس الدين محمود، وتقع في دمشق في موضع يقال له: قصر ابن أبي الحديد، ودرَّس بها علاء الدين ابن العطار.
انظر: الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي (١/ ٣٢٩).
(٤) المعجم المختص بالمحدثين (ص ١٥٧).
(٥) ذيول العبر (٤/ ٧١).
(٦) مرآة الجنان (٤/ ٢٠٥).
(٧) البداية والنهاية (١٤/ ١١٧).
1 / 36