الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد

ابن العطار ت. 724 هجري
141

الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد

محقق

الدكتور سعد بن هليل الزويهري

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

قطر

تصانيف

في هذا الحديث للرؤية بالرؤية لا للمرئي (١) بالمرئي (٢)؛ إذ الله لا يشبهه شيءٌ. والكفار عن رؤيته ﷾ محجوبون، فإن قيل: فقد ثبت في الصّحيح عن النّبيّ ﷺ قال: "ما منكم من أحدٍ إِلَّا سيُكلِّمُه ربه ليس بينه وبينه ترجمان" (٣)، وهذا (٤) عام في الكفار والمسلمين، إذ الظّاهر منه رؤيتُهم له سبحانه مع الغضب عليهم. قلنا: لا يلزم من الكلام الرؤية، وغضبه سبحانه عليهم حجابه عنهم، والله أعلم (٥).

= ١٦٣) رقم (١٨٢) بلفظ: "هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك ... "، وزاد مسلم: "هل تضارون في الشّمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا، يا رسول الله". (١) في (ظ) و(ن): (لا المرئي). (٢) من قوله (ورؤية المؤمنين ربهم ..) إلى: (... لا للمرئي بالمرئي) نقله المؤلف من عقيدة السلف للصابوني بتصرف (ص ٢٦٣ - ٢٦٤). (٣) أخرجه البخاريّ في التّوحيد، باب كلام الرب ﷿ يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (١٣/ ٤٧٤) رقم (٧٥١٢)، ومسلم في الزَّكاة، باب الحث على الصَّدقة ... (٢/ ٧٠٣) رقم (١٠١٦) (٦٧) من حديث عدي بن حاتم بلفظه مطولًا، قال: قال رسول الله ﷺ: "ما منكم من أحد إِلَّا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إِلَّا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إِلَّا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إِلَّا النّار تلقاء وجهه، فاتقوا النّار ولو بشق تمرة". (٤) من قوله: (وهذا عام في الكفار ...) يبدأ النقص في (ظ). (٥) تنازع النَّاس في الكفار، هل يرون الله ﷿ يوم القيامة، ثم يحتجب عنهم؟ أم أنهم لا يرونه بالكلية على ثلاثة أقوال، والراجح عدم ذلك - كما هو ظاهر اختيار المؤلف - لأن الرؤية أعظم نعيم الجنة، ولعموم قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٥]، وقيل: يراه المؤمنون والمنافقون فقط، دون بقية الكفار، ثم يحتجب عن المنافقين. وهذه المسألة - رؤية الكفار لله تعالى يوم القيامة - ليست من الأمور التي تجب فيها المهاجرة والمقاطعة، فإن الذين قالوا بما سبق عامتهم من أهل السنة والجماعة، =

1 / 147