اعتلال القلوب
محقق
حمدي الدمرداش
الناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
مكة المكرمة
بَابُ الِافْتِخَارِ بِالْعَفَافِ
١٤٠ - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيُّ قَالَ: " خَرَجْتُ إِلَى الْمِرْبَدِ فَإِذَا أَنَا بِأَعْرَابِيٍّ غَزِلٍ، فَمِلْتُ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ عِنْدَهُ النِّسَاءَ فَتَنَفَّسَ، ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَإِنَّ مِنْ كَلَامِهِنَّ لَمَا يَقُومُ مَقَامَ الْمَاءِ فَيَشْفِي مِنَ الظَّمَأِ، فَقُلْتُ: يَا أَعْرَابِيُّ، صِفْ لِي نِسَاءَكُمْ، فَقَالَ: نِسَاءَ الْحَيِّ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الكامل] رُجُحٌ وَلَيْسَ مِنَ اللَّوَاتِي بِالضُّحَى ... لِذِيُولِهِنَّ عَلَى الطَّرِيقِ غُبَارُ وَإِذَا خَرَجْنَ يَرِدْنَ أَهْلَ مُصَابَةٍ ... كَانَ الْخُطَا لِسِرَاعِهَا الْإِبْشَارُ يَأْنَسْنَ عِنْدَ بُعُولِهِنَّ إِذَا خَلَوْا ... وَإِذَا هُمُ خَرَجُوا فَهُنَّ خِفَارُ قَالَ الْعُتْبِيُّ: فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَخَذَ الْأَعْرَابِيُّ قَوْلَهُ: وَإِنَّ مِنْ كَلَامِهِنَّ لَمَا يَقُومُ مَقَامَ الْمَاءِ فَيَشْفِي الظَّمَأَ؟ قَالَ: مِنْ قَوْلِ الْقُطَامِيِّ: [البحر البسيط] يَقْتُلْنَنَا بِحَدِيثٍ لَيْسَ يَعْلَمُهُ ... مَنْ يَتَّقِينَ وَلَا مَكْنُونُهُ بَادِي فَهُنَّ يَنْبِذْنَ مِنْ قَوْلٍ يُصِبْنَ بِهِ ... مَوَاقِعَ الْمَاءِ مِنْ ذِي الْغُلَّةِ الصَّادِي
١٤٠ - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيُّ قَالَ: " خَرَجْتُ إِلَى الْمِرْبَدِ فَإِذَا أَنَا بِأَعْرَابِيٍّ غَزِلٍ، فَمِلْتُ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ عِنْدَهُ النِّسَاءَ فَتَنَفَّسَ، ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَإِنَّ مِنْ كَلَامِهِنَّ لَمَا يَقُومُ مَقَامَ الْمَاءِ فَيَشْفِي مِنَ الظَّمَأِ، فَقُلْتُ: يَا أَعْرَابِيُّ، صِفْ لِي نِسَاءَكُمْ، فَقَالَ: نِسَاءَ الْحَيِّ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الكامل] رُجُحٌ وَلَيْسَ مِنَ اللَّوَاتِي بِالضُّحَى ... لِذِيُولِهِنَّ عَلَى الطَّرِيقِ غُبَارُ وَإِذَا خَرَجْنَ يَرِدْنَ أَهْلَ مُصَابَةٍ ... كَانَ الْخُطَا لِسِرَاعِهَا الْإِبْشَارُ يَأْنَسْنَ عِنْدَ بُعُولِهِنَّ إِذَا خَلَوْا ... وَإِذَا هُمُ خَرَجُوا فَهُنَّ خِفَارُ قَالَ الْعُتْبِيُّ: فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَخَذَ الْأَعْرَابِيُّ قَوْلَهُ: وَإِنَّ مِنْ كَلَامِهِنَّ لَمَا يَقُومُ مَقَامَ الْمَاءِ فَيَشْفِي الظَّمَأَ؟ قَالَ: مِنْ قَوْلِ الْقُطَامِيِّ: [البحر البسيط] يَقْتُلْنَنَا بِحَدِيثٍ لَيْسَ يَعْلَمُهُ ... مَنْ يَتَّقِينَ وَلَا مَكْنُونُهُ بَادِي فَهُنَّ يَنْبِذْنَ مِنْ قَوْلٍ يُصِبْنَ بِهِ ... مَوَاقِعَ الْمَاءِ مِنْ ذِي الْغُلَّةِ الصَّادِي
1 / 76