* وكان الفضيل يقول: اجعل الشر في بيت، واجعل مفاتحه النظر، لا تنظروا إلى خفض عيش الملوك ولين لباسهم، ولكن انظروا إلى: سرعة ضعنهم، وسوء منقلبهم.
* مصنفه: من عجائب حال الدنيا أن الجماهير في ذمها ودرها كما قال بعضهم:
يذمون دنياهم ويحلوندرها فلم أر كالدنيا تذم وتحلب
* كل إنسان في طلب الدنيا والدنيا عن قليل تصير إلى لا شيء .
* وروي في بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام: أنها تتزين يوم القيامة فتقول: يا رب، هبني من بعض أوليائك. فيقول الله تعالى: (( إنك أهون علي من أن أشركك في شيء من أمر أوليائي تلاشي )). وما هي إلا حديث حس، وأحلام نوم، فكأنك عند مقيل القبر لم تكن. كما قال القائل:
كأنك لم تكن في الدهر يوما إذا ما حان في القبر المقيل
* وكما قال آخر:
وما الدنيا بباقية لحي ولا حي على الدنيا بباقي
* مصنفه: فالخبير البازل، والمسترشد المستحظي العاقل، لا يمنح عنان هواه، ولا يساعد داعية مناة الغرور، وهي سحاب عارضة عن قريب تتقشع، ومخيلة سراب عن سريع تتقطع، فيؤثرها على الأبدية السرمدية التي ?لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ? [الحجر:48] ?ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، نزلا من غفور رحيم? [فصلت:31، 32].
(24) وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان وجه شاة إلى بيت عائشة، وأمر أن يتصدق بها فسألها عنها. فقالت: ما بقي إلا العنق. فقال عليه السلام: (( بقي الجميع إلا العنق )). تنبيها على أن ما تقرب به إلى الله جل جلاله دام وتأبد، وما يؤكل يبلى ولا يتخلد، ولذلك قال تعالى: ?والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا? [ الكهف:46 ] .
* وروي أن الله تعالى أوحى إلى الدنيا: (( من خدمك فاتعبيه، ومن خدمني فاخدميه )).
صفحة ٥٣