167

* نعيم بن ميسرة: عن الحسن: الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب، ولكن إذا طغى اللهب ارسبتهم في النار. قال: ثم خر مغشيا عليه. ثم قال: ودموعه تجري: يا ابن آدم نفسك نفسك، فإنما هي نفس واحدة إن نجت نجوت، وإن هلكت لم ينفعك من نجا.

* وكان ابن مسروق يهاجر مضجعه ويكابد ليله. فقامت ليلة من الليالي امرأته وهو يقول في مناجاته: النار النار. فقالت: إلى متى ؟ النار النار فكأن النار لم تخلق إلا لك. فقال: مالي نفس إلا هذه فإذا دخلت النار فكأن النار ما خلقت إلا لي.

* الحسن بن واصل قال: قال الحسن: اعلم يا ابن آدم أنك لو جعلت بين الجنة والنار. ونظرت إليهما لهربت من النار أشد الهرب، ولعمدت إلى الجنة قاصدا إليها حريصا عليها، ولكرهت كل شيء يحبسك عنها من مال أو أهل أو ولد أو صديق، فانزل نفسك يا ابن آدم تلك المنزلة ، فقد أتاك اليقين عنهما حتى كأنك تنظر إليهما، واعلم أنه لابد من المصير إلى أحدهما ليس هناك منزل ثالث. يا ابن آدم فاطلب الجنة حق الطلب، وأهرب من النار حق الهرب، أعاذنا الله وإياكم من ناره ومن علينا وعليكم بالخلود في داره، دار السلام برحمته ومنه.

صفحة ١٩٩