الإعتبار وسلوة العارفين
تصانيف
* وعن ابن مسعود: إن الرجل ليدخل على السلطان، فيدخل ومعه دينه، ويخرج وليس معه دينه.
* ولما عقد لابن زياد ولاية البصرة والكوفة، قال: لأبي وائل اتبعني إذا انطلقت إلى البصرة.
* قال أبو وائل: أتيت علقمة فسألته عن ذلك؟
فقال علقمة: أما إنك لا تصيب منهم شيئا، إلا أصابوا منك أفضل منه. يعني: دينه.
* وكتب الثوري إلى عباد بن عباد [الرملي]: هذا زمان خمول، عليك بالعزلة، وقلة المخالطة، وإياك والأمراء والقضاة أن تدنو منهم، وإياك أن تخدع، ويقال لك: تشفع عندهم فترد مظلمة، أو تعين مظلوما، فإن ذلك خديعة إبليس، وسلم الشيطان، وإنما اتخذتها فجار القراء سلما، وإياك وحب الرئاسة، فإن الرئاسة أحب إليه من الذهب والفضة، والزهد فيه أشد، واعلم أنك في زمان لا تقر فيه عين حكيم فاشتغل بنفسك، واستأنس بكتاب الله، فإن فيه علم الأولين والآخرين. والسلام.
* مصنفه: خيار الملوك أقربهم إلى القراء والعلماء، وشرارهم أبعدهم عنهم، وأشرار العلماء أقربهم إليهم، وخيارهم أبعدهم عنهم، فقربهم تعريض حظ الدارين للخطر وبعدهم صيانته.
* وبلغني، عن بعض عباد بني إسرائيل: أنه كان يحب سلطان عصره أن يدانيه، ويختلط به، فيتأبى العابد فخرج يوما للصيد، فإذا العابد عند جبل فقصده السلطان، فتهارب عنه، فلم يلحقه السلطان، فأوحى الله إلى بعض أنبيائه أن يقول لهما: إني صدقت رجاكما فيما رجوتما، لأن العابد تهارب عنه لله، والسلطان طلبه لله.
صفحة ١٤٧