184

الاعتبار

الناشر

مكتبة الثقافة الدينية

مكان النشر

مصر

بكتاب النوم والأحلام من ذكر النوم والأحلام وما قيل فيها وفي أوقات الرؤيا وفي أقوال العلماء فيها، واستشهدت على أقوالهم بما ورد فيها من أشعار العرب ووسعت الشرح واشبعت فيه المعنى، فما حاجة إلى ذكر شيء منه ها هنا لكنني ذكرت هذا الخبر واستظرفته فأوردته، كان لجدي سديد الملك ابي الحسن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ ﵀ جارية يقال لها لؤلؤة ربت والدي مجد الدين أبا سلامة مرشد بن علي ﵀. فلما كبر وانتقل عن الدار والده انتقلت معه فرزقني، فربتني تلك العجوز إلى ان كبرت وتزوجت وانتقلت من دار والدي ﵀ فانتقلت معي، ورزقت الأولاد فربتهم وكانت رحمها الله من النساء الصالحات صوامة قوامة، وكان يلحقها القولنج وقتًا بعد وقت، فلحقها يومًا من الأيام واشتد بها حتى غاب ذهنها وآيسوها، فبقيت ذلك يومين وليلتين، ثم أفاقت وقالتلاإله إلا الله! ما أعجب ما كنت فيه! لقيت أمواتنا جميعهم وحدثوني بالعجب وقالوا لي في جملة ما قالواإن إن هذا القولنج ما يعود يلحقك. فعاشت بعد ذلك بمدة الطويلة ولم يلحقها قولنج. وعاشت حتى قاربت المائة سنة، وكانت محافظة لصلواتها رحمها الله فدخلت إليها في بيت أفردته لها من داري وبين يديها طست وهي تغسل منديلًا لصلوات. فقلتما هذا يا أمي؟ قالتيا بني قد مسكوا هذا المنديل وأيديهم زفرة من الجبن وكلما غسلته فاحت مته رائحة الجبن. قلتأريني الصابون التي تغسلين بها. فأخرجتها من المنديل فإذا هي قطعة جبن، وهي تظن أنها صابون، وكلما عركت ذلك المنديل بالجبن فاحت روائحه. قلتيا أمي هذه جبنة! ما هي صابونة. فنظرتها وقالت صدقت يا بني ما

1 / 186