نوادر الخلفاء المشهور بـ «إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس»
محقق
محمد أحمد عبد العزيز سالم
الناشر
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
رقم الإصدار
الأولى، 1425 هـ - 2004 م
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
نوادر الخلفاء المشهور بـ «إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس»
محمد، المعروف بدياب الإتليدي (المتوفى: ق 12هـ) ت. 1100 هجريمحقق
محمد أحمد عبد العزيز سالم
الناشر
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
رقم الإصدار
الأولى، 1425 هـ - 2004 م
قد أقبلت على بغلة وفي خدمتها ثلاث جوار كأنهن الأقمار، ونزلت على دكاني وجلست وقالت: أنت علي بن محمد الجوهري.
فقلت لها: مملوكك وعبد رقك.
فقالت: هل عندك عقد جوهر يصلح لمثلي؟ فقلت: يا ستي الذي عندي يحضر بين يديك، فإن أعجبك شيء كان بسعد المملوك، وإن لم يعجبك شيء منه فبسوء حظي.
وكان عندي مائة عقد جوهر فعرضت عليها الجميع فلم يعجبها شيء منها، وقالت: أريد أحسن مما رأيت؛ وكان عندي عقد صغير شراؤه على والدي بمائة ألف دينار لم يوجد مثله عند أحد السلاطين الكبار، فقلت: يا سيدتي بقي عندي عقد الفصوص والجواهر الذي لم يملكه أحد من الأصاغر والأكابر.
فقالت: أرني إياه.
فلما رأته قالت: هذا الذي طول عمري أتمناه. ثم قالت: بكم ثمنه في الأسعار؟ فقلت: شراؤه على والدي بمائة ألف دينار.
فقالت: ولك خمسة آلاف زائدة.
فقلت لها: يا سيدتي العقد وصاحبه في الرق بين يديك، ولا خلاف.
فقالت: لا بد من الفائدة ولك الجميلة الزائدة.
وقامت من وقتها عجلة وركبت البغلة بسرعة، وقالت: يا سيدي نور الدين، باسم الله فلتكن في صحبتنا لتأخذ الثمن، فإن نهارك اليوم بنا مثل اللبن.
فقمت وأقفلت الدكان وسرت معهن في أمان إلى أن وصلنا إلى الدار ، فوجدتها دارا عليها السعادة لائحة والافتخار وعلى بابها مكتوب بالذهب واللازورد العجيب هذه الأبيات:
ألا يا دار لا يدخلك حزن ... ولا يغدر بصاحبك الزمان
فنعم الدار أنت لك ضيف ... إذا ما ضاق بالضيف المكان
فنزلت الجارية، ودخلت الدار وأمرت بجلوسي إلى أن يأتي الصيرفي، فجلست على باب الدار ساعة لطيفة، وإذا بجارية خرجت إلي وقالت: يا سيدي ادخل إلى الدهليز فإن جلوسك على الباب قبيح.
صفحة ١٤٣