مناظرة الإمام موسى بن جعفر الصادق عليه السلام لأبي حنيفة
قال أبو الحسن بن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحارثي، قال: حدثنا موسى بن عمران بن يزيد الكوفي قال: حدثنا الحسين بن يزيد.
عن يحيى بن القاسم قال: دخل أبو حنيفة مدينة الرسول ومعه عبد الله بن مسلم فقال له: يا أبا حنيفة إن هناك أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام، وهو عالم من علماء آل محمد، فسر بنا إليه فنسمع ما عنده، فأبى، فقال: لا بد، فصارا إلى الباب، فجلسا مع جماعة من شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه، إذ خرج غلام له ذؤابة، فقام الناس هيبة له، فقال أبو حنيفة: من هذا؟ فقالوا: موسى ابنه، قال: لا بد لي أن أهجنه بين شيعته، فقلت: أخاف أن يهجن بك، فقال أبو حنيفة: يا غلام أين يضع الغريب خلاه في بلدكم هذا؟ فقال: يا شيخ يتوارى خلف الجدار، ويتوقا أعين الجار، وشطوط الأنهار، ومساقط الثمار، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ويضعه حيث شاء، ثم قال: يا غلام ممن المعصية؟ قال: لا تخلو من ثلاث.إما من الله وليس من العبد شيء، فليس للحكيم أن يأخذ عبده بذنبه، وإما أن تكون من العبد فهما شريكان، فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الأصغر بذنبه، وإما أن تكون من العبد والله منه بريء، إن شاء عفا وإن شاء أخذه وعاقبه، فسكت أبو حنيفة كأنه القم حجرا.
صفحة ١٣