ولا الكيفية التي ربطت بين الطالب والشيخ. فهل أخذ عنه بمالقة في بعض رحلات الشيخ إليها، أو أن ابن خميس قد جلس إلى حلقات الشيخ الطراز بغرناطة. أم أن الأخذ اقتصر فقط على الإجازة والمكاتبة.
٥ - أبو محمد عيسى الرعيني الرندي المالقي (ت ٦٣٢) (١):
ذكر أخذه عنه وقراءته عليه أثناء ترجمته في أعلام مالقة، فقال: «قرأنا عليه بمالقة كثيرا» (٢). وأحال في الذيل على بعض تلامذته فسمى منهم أبا بكر بن خميس (٣).
وقد كان لعيسى الرعيني الرندي رحلة طويلة إلى المشرق استغرقت ستة عشر عاما أكثر فيها من الأخذ عن الشيوخ واللقاء بأصحاب الرواية والسماع منهم. وعاد إلى الأندلس عام ٦٣١ فنزل بمالقة حيث أخذ عنه طلبتها وعلماؤها. واهتبلوا بالرواية عنه، لأنه أتى من المشرق «بفوائد جمة، وأوصل إجازات كثيرة من جلة من شيوخ البلاد العراقية والشامية نفعه الله بذلك. وكان في نهاية من الضبط والثقة ومعرفة الرجال وصحة الرواية ...» (٤)، «مميزا صحيح الحديث من سقيمه، مبرزا في علومه» (٥).
وإذا كان ابن خميس لم يعين المادة العلمية التي استفادها من هذا الشيخ، فإن مشهور ما حلّق به عيسى الرعيني في مالقة عند عودته من المشرق، كان في أساسه ينصرف إلى درس الحديث وروايته. ولذلك فهو - في الأغلب - شيخ له في الحديث والرواية والإسناد.
وقد شارك ابن خميس خاله القاضي أبا عبد الله بن عسكر في الأخذ عن هذا الشيخ (٦).
_________
(١) له ترجمة في: أعلام مالقة: ٣٢٩ ترجمة رقم: ١٤٩ - صلة الصلة: ٥١ (مطبوع) - الذيل ٤٩٥/ ٥ - تاريخ الاسلام للذهبي: طبقة ٩٩/ ٦٤ رقم الترجمة: ١١٤.
(٢) أعلام مالقة: ٣٣٠ ترجمة رقم: ١٤٩ - وهي ترجمة من صياغة ابن خميس (راجع صلة الصلة: ٥٢).
(٣) الذيل ٤٩٦/ ٥.
(٤) أعلام مالقة: ٣٣٠.
(٥) الذيل ٤٩٦/ ٥.
(٦) الذيل ٤٩٦/ ٥، وابن عسكر في عداد أصحابه.
1 / 33