إبطال التأويلات لأخبار الصفات

أبو يعلى الحنبلي ت. 458 هجري
44

إبطال التأويلات لأخبار الصفات

محقق

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

الناشر

دار إيلاف الدولية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

مكان النشر

الكويت

وما أسقط فائدة التخصيص سقط فِي نفسه. والثاني: أن فِي اللفظ " خلق آدم عَلَى صورة الرحمن " فإن قيل: إنما خص آدم بالذكر، لأنه هو الذي ابتديت خلقة وجهه عَلَى الحد الذي يحتذى عليها من بعده، كأنه عَلَى وجهه المبالغة فِي الردع له عن ذَلِكَ قيل: لو كان القصد المبالغة لقال: فإن الله خلق مُحَمَّد عَلَى صورته لأنه أفضل من آدم، فلما خص آدم بالذكر دل عَلَى أنه لمعنى فيه وجواب آخر: وهو أنه قد روي فِي لفظ آخر: " عَلَى صورة الرحمن وعلى صورة نفسه " وهذا يمنع حمله عَلَى المضروب فوجب أن يقضى بالمقيد عليه. فإن قيل: الهاء ترجع عَلَى آدم ويكون رجوعها عليه لوجوه: أحدها: أن يعرفنا أنه خلق فِي الجنة عَلَى الصورة التي كان عليها فِي الدنيا لم يغير الله خلقته، ويكون فائدة ذَلِكَ تعريفنا الفرق بينه وبين سائر من أخرجه من الجنة معه من الحية والطاووس، فإنه عاقب الحية وشوه خلقها وسلبها قوائمها وجعل أكلها التراب وشوه رجلي الطاووس، ولم يشوه خلقة آدم بلى أبقى له حسن الصورة فعرفنا بذلك أنه كان فِي الجنة عَلَى الصورة التي هو عليها

1 / 85