الإبانة عن أصول الديانة

أبو الحسن الأشعري ت. 324 هجري
51

الإبانة عن أصول الديانة

محقق

د. فوقية حسين محمود

الناشر

دار الأنصار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٧

مكان النشر

القاهرة

فإن قالوا: قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار) يوجب أن لا يدرك بها في الدنيا والآخرة، وليس ينفي ذلك أن نراه بقلوبنا، ونبصره بها، ولا ندركه بها. قيل لهم: فما أنكرتم أن يكون لا تدركه بإبصار العيون لا يوجب إذا لم ندركه بها أن لا نراه، فرؤيتنا له بالعيون وإبصارنا له بها ليس بإدراك له بها، كما أن إبصارنا له بالقلوب ورؤيتنا له بها ليس بإدراك له بها. فإن قالوا: رؤية البصر هي إدراك البصر. قيل لهم: ما الفرق بينكم وبين من قال: إن رؤية القلب وإبصاره هو إدراكه وإحاطته، فإذا كان علم القلب بالله ﷿ وإبصار القلب له رؤيته إياه ليس بإحاطة ولا إدراك فما أنكرتم أن يكون رؤية العيون وإبصارها لله ﷿ ليس بإحاطة ولا إدراك. مسألة: ويقال لهم: إذا كان قول الله سبحانه: (لا تدركه الأبصار) في العموم

1 / 59