الإبانة عن أصول الديانة

أبو الحسن الأشعري ت. 324 هجري
122

الإبانة عن أصول الديانة

محقق

د. فوقية حسين محمود

الناشر

دار الأنصار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٧

مكان النشر

القاهرة

وأيضا فلو كان الله تعالى عنى بقوله: (لما خلقت بيدي) القدرة لم يكن لآدم ﷺ على إبليس مزية في ذلك، والله تعالى أراد أن يرى فضل آدم ﷺ عليه؛ إذ خلقه بيديه دونه، ولو كان خالقا لإبليس بيده كما خلق آدم ﷺ بيده لم يكن لتفضيله عليه بذلك وجه، وكان إبليس يقول محتجا على ربه: فقد خلقتني بيديك كما خلقت آدم ﷺ بهما، فلما أراد الله تعالى تفضيله عليه بذلك، وقال الله تعالى موبخا له على استكباره على آدم ﷺ أن يسجد له: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت؟) (٧٥ /٣٨)، دل على أنه ليس معنى الآية القدرة؛ إذ كان الله تعالى خلق الأشياء جميعا بقدرته، وإنما أراد إثبات يدين، ولم يشارك إبليس آدم ﷺ في أن خلق بهما.

1 / 132