حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة
محقق
د مصطفى الخن - ومحي الدين مستو
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠١هـ/ ١٩٨١م
مكان النشر
بيروت
عَلَيْهِ الْجَاهِلِيَّة من نِكَاح نسَاء آبَائِهِم وَالْمرَاد آباؤكم من نسب أَو رضَاع ﴿إِلَّا مَا قد سلف﴾ فِي الْجَاهِلِيَّة فَاجْتَنبُوهُ وَدعوهُ فَإِنَّهُ مغْفُور ﴿إِنَّه كَانَ فَاحِشَة ومقتا﴾ وَقد كَانَت الْجَاهِلِيَّة تسميه نِكَاح المقت وَهَذِه الْجُمْلَة دلّت على أَنه من أَشد الْمُحرمَات وأقبحها قَالَ ثَعْلَب سَأَلت ابْن الْأَعرَابِي عَن نِكَاح المقت فَقَالَ هُوَ أَن يتَزَوَّج رجل امْرَأَة أَبِيه إِذا طَلقهَا أَو مَاتَ عَنْهَا وَيُقَال لهَذَا الضيزن وَيُسمى الْوَلَد من امْرَأَة أَبِيه مقيتا وَكَانَ مِنْهُم الْأَشْعَث بن قيس وَأَبُو معيط
وَعَن الْبَراء ﵁ قَالَ لقِيت خَالِي وَمَعَهُ الرَّايَة قلت أَيْن تُرِيدُ قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله ﷺ إِلَى رجل تزوج امْرَأَة أَبِيه من بعده فَأمرنِي أَن اضْرِب عُنُقه وَآخذه مَاله رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة وَأحمد وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه ﴿وساء سَبِيلا﴾ أَي ذَلِك النِّكَاح لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى مقت الله وَقيل مقولا فِي حَقه سَاءَ سَبِيلا فَإِن أَلْسِنَة الْأُمَم كَافَّة لم تزل ناطقة بذلك فِي الْأَمْصَار والأعصار قيل مَرَاتِب الْقبْح ثَلَاث وَقد وصف الله هَذَا النِّكَاح بِكُل ذَلِك فَقَوله فَاحِشَة مرتبَة قبحه الْعقلِيّ وَقَوله مقتا مرتبَة قبحه الشَّرْعِيّ وَقَوله سَاءَ سَبِيلا مرتبَة قبحه العادي وَمَا اجْتمعت فِيهِ هَذِه الْمَرَاتِب فقد بلغ أقْصَى مَرَاتِب الْقبْح أعاذنا الله مِنْهُ
1 / 77