حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة
محقق
د مصطفى الخن - ومحي الدين مستو
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠١هـ/ ١٩٨١م
مكان النشر
بيروت
على أَزوَاجهم أَو مَا ملكت أَيْمَانهم فَإِنَّهُم غير ملومين) أَي يلامون على كل مُبَاشرَة إِلَّا على مَا أحل لَهُم فَإِنَّهُم غير ملومين عَلَيْهِ وَالْمرَاد بالأزواج الْحَرَائِر وَبِمَا ملكوا الْإِمَاء والسراري والجواري وَالْآيَة فِي الرِّجَال خَاصَّة لِأَن الْمَرْأَة لَا يجوز لَهَا أَن تستمتع بفرج مملوكها ﴿فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك فَأُولَئِك هم العادون﴾ أَي المجاوزون إِلَى مَا لَا يحل لَهُم وَقد دلّت هَذِه الْآيَة على تَحْرِيم نِكَاح الْمُتْعَة وَاسْتدلَّ بهَا بعض أهل الْعلم على تَحْرِيم الاستمناء لِأَنَّهُ من الوراء لما ذكر فَهُوَ حرَام عِنْد الْجُمْهُور وَخَالفهُم غَيرهم فجوزه
١٠٥ - بَاب مَا نزل فِي جعل أم عِيسَى آيَة للنَّاس وَهِي مَرْيَم ﵍
﴿وَجَعَلنَا ابْن مَرْيَم وَأمه آيَة وآويناهما إِلَى ربوة ذَات قَرَار ومعين﴾ سُورَة الْمُؤْمِنُونَ
قَالَ تَعَالَى ﴿وَجَعَلنَا ابْن مَرْيَم وَأمه آيَة﴾ أَي عَلامَة تدل على عَظِيم قدرتنا وبديع صنعنَا أَي وَلدته من غير أَب وَخلق من غير نُطْفَة ﴿وآويناهما﴾ أَي أسكناهما وأنزلناهما وأوصلناهما وجعلناهما يأويان ﴿إِلَى ربوة﴾ هِيَ الْمَكَان الْمُرْتَفع من الأَرْض وَهُوَ أحسن مَا يكون فِيهِ النَّبَات وَقيل هُوَ أَعلَى مَكَان من الأَرْض فيزيد على غَيره فِي الِارْتفَاع ثَمَانِيَة عشر ميلًا قيل هِيَ أَرض دمشق وَقيل بَيت الْمُقَدّس وَقيل فلسطين وَعَن مرّة الْبَهْزِي قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول الربوة الرملة أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَابْن أبي حَاتِم وَابْن جرير وَغَيرهم
1 / 140