حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة

صديق بن حسن القنوجي ت. 1307 هجري
114

حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة

محقق

د مصطفى الخن - ومحي الدين مستو

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠١هـ/ ١٩٨١م

مكان النشر

بيروت

وَقيل حلاوة الطَّاعَة وَقيل الْعَيْش فِي الطَّاعَة وَقيل رزق يَوْم بِيَوْم وَقيل إِنَّمَا هِيَ تحصل فِي الْقَبْر لِأَن الْمُؤمن يستريح بِالْمَوْتِ من هَذِه الدُّنْيَا وتعبها وَقيل هِيَ أَن ينْزع عَن العَبْد تَدْبِير نَفسه وَيرد تَدْبيره إِلَى الْحق وَقيل هِيَ الإستغناء عَن الْخلق والإفتقار إِلَى الْحق وَاللَّفْظ أوسع من ذَلِك وَلَا مَانع من إِرَادَة الْكل وَأكْثر الْمُفَسّرين على أَن الْحَيَاة الطّيبَة هِيَ فِي الدُّنْيَا لَا فِي الْآخِرَة لِأَن حَيَاة الْآخِرَة ذكرت بقوله ﴿ولنجزينهم أجرهم بِأَحْسَن مَا كَانُوا يعْملُونَ﴾ وعَلى كل حَال فَفِي الْآيَة بِشَارَة للذّكر وَالْأُنْثَى إِذا كَانَا مُؤمنين ٩١ - بَاب مَا نزل فِي الْإِحْسَان إِلَى الْوَالِدين وَنهي الْوَلَد عَن زجر الْوَالِد ﴿وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه وبالوالدين إحسانا إِمَّا يبلغن عنْدك الْكبر أَحدهمَا أَو كِلَاهُمَا فَلَا تقل لَهما أُفٍّ وَلَا تنهرهما وَقل لَهما قولا كَرِيمًا واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة وَقل رب ارحمهما كَمَا ربياني صَغِيرا﴾ قَالَ تَعَالَى ﴿وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه﴾ أَي أَمر أمرا جزما وَحكما قَاطعا وحتما مبرما وَفِيه وجوب عبَادَة الله وَالْمَنْع من عبَادَة غَيره وَهَذَا هُوَ الْحق ثمَّ أردفه بِالْأَمر ببر الْوَالِدين وَأَحَدهمَا أُنْثَى فَقَالَ ﴿وبالوالدين إحسانا﴾ أَي وَقضى بِأَن تحسنوا أَو أَحْسنُوا إِلَيْهِمَا وبروهما قيل وَجه ذكر الْإِحْسَان إِلَى الْوَالِدين بعد عبَادَة الله سُبْحَانَهُ أَنَّهُمَا السَّبَب الظَّاهِر فِي وجود الْمُتَوَلد مِنْهُمَا وَفِي جعل الْإِحْسَان إِلَى الْأَبَوَيْنِ قَرِيبا لتوحيد الله وعبادته من الإعلان بتأكد حَقّهمَا والعناية بشأنهما مَا لَا يخفى وَهَكَذَا جعل

1 / 128