============================================================
(162) لوحلت بدره معاقد التيجان وعلقت به من الاوامر ما بنا تنفذ مواقعه وكذا الامور المعتبرة لا تنفذ الا بسالطان من القى الله الايمان في قلبه وهداه الى دين الاسلام فأصبح فيه على بينة من ربه واراد به خيرا فقله من حزب الشيطان الى حزبه ال و ان قذه بطاعته من موارد الهلاك بعد ان كان قد اذن بحرب من الله ورسوله ولقد خسر الدنيا والآخرة من آذن الله بحربه وايقظه من طاعتا التى اوجبها على الامم لما أبصر به رشده ورأى قصده وعلم به ان الذي كان فيه كسراب بقيعة لم يجده شيئا وان الذي انتقل اليه وجد الله عنده وانهضه من موالاتنا بما حتم به من النهوض على كل من كان مسلما واخرجه بنور المدى من عداد اعدائه الذين تركهم خوفنا كانما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما واراه من الرشد ما علم به ان الله تعالى اورثنا ملك الاسلام فبطاعتا يتم الانتماء اليه واعطانا مقاليد البسيطة فمن اغتصب منها شيئا انتزعه الله بجنوده المسومة من يديه فلجا من ابوابنا العالية الى الظل الذي يلجا اليه كل ذي منبر وسرير ورجا من كرمنا الاعتصام بجيوشنا التى ما رمينا بها عدوا الاظن ان الرمال تسيل والحجبال تسير وتحيز منا الى قبة الاسلام وانتصر بسيوفنا التي هو يعلم كيف تسلها على العدى الاحلام ومت الينا بذمة الاسلام وهي عندنا ابر الذمم وطلب تقليده الحكم منا من عرف بادارته النظرات الصادقة انه كان يحسب الشحم فيمن شحمه لورم وعقد بنا بناء رجائه وهل لمسلم عن ملك الاسلام من معدل وانزل بنا ركائب آماله وهل بعد رامة لمرتاد من منزل فتلقت نعمتنا كرائم قصده بالترحيب ال و احلت وفادة انتمانه بالحرم الذي شأوه بعيد ونصره قريب وتسارعت الى نصرته جنودنا التي ايامها مشهورة في عدوها وآثارها مشكورة في رواحها الاو غدوها واعلامها منصورة في انزاحها ودنوها وتتابعت يتلو بعضها بعضا تتابع الغمام المتراكم والموج المتلاطم تقدم عليه بالنصر القريب من الامد البعيد وتعلم بوادرها ان طلائعها عنده وساقتها بالصعيد ولما كان فلان هو الذي اراد الله به من الخير ما اراد ووطد له بعنايته اركان الرشاد وشاد وجعل له بعد الجهل به علما وتداركه برحمته فما امسى للاسلام عدوا حتى اصح هو
به
صفحة ١٦٢