222

حسن التنبه لما ورد في التشبه

محقق

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٢١) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [غافر: ٢١، ٢٢]. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس: ١٣، ١٤]. يعني - والله أعلم -: أتعملون بأعمالهم، أم تؤمنون بالثه، وتطيعونه؟ وروى أبو الشيخ: أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قرأ هذه الآية فقال: صدق ربنا، ما جعلنا خلائف في الأرض إلا لينظر إلى أعمالنا، فأَرُوا الله خير أعمالكم بالليل والنهار، والسر والعلانية (١). وفي كلامه إشارة إلى أن الله تعالى ينظر إلى سر العبد كما ينظر إلى علانيته. وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ: أنه قال: "إِنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إِلَىْ صُوَرِكُمْ وَأَمْوالِكُمْ، وَلَكِنْ إِنَّما يَنْظُرُ إِلَىْ قُلُوْبِكُمْ وَأَعْمالِكُمْ" (٢). وقوله ﷺ: "لا يَنْظُرُ إِلَىْ صُوَرِكُمْ وَأَمْوالِكُمْ"؛ أي: لا يعبأ بها،

(١) ورواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٦/ ١٩٣٤). (٢) رواه مسلم (٢٥٦٤).

1 / 109