181

حسن التنبه لما ورد في التشبه

محقق

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

وروى مسلم عن زينب بنت جحش ﵂: أنها قالت في حديث: يا رسول الله ﷺ! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعمْ، إِذا كَثُرَ الْخَبَثُ" (١). وروى البخاري عن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "إِذا أَنْزَلَ اللهُ بِقَوْمٍ عَذابًا أَصابَ الْعَذابُ مَنْ كانَ فِيْهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوْا عَلَىْ أَعْمالِهِمْ" (٢). ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ [الأنفال: ٢٥]. وبالجملة فلا يميل أحد إلى أحد، ولا يؤثر مجالسته ومخاللته ومرافقته ومشاكلته، إلا لتنبه روح كل منهما إلى ما تنبهت له روح الآخر، إلا أن تلك المناسبة الكامنة في أنفسهما ربما حال بينها وبين ظهورها إلى الحس والمشاهدة مباعدة في الدار، أو مخالفة طباع كل منهما لطباع الآخر من جهة أخرى، أو نحو ذلك، فلا يؤثر في ظهور تلك المناسبة الكامنة شيء مثل المجالسة وكثرة الاجتماع والصحبة، فإذا كانت المجالسة والصحبة ناشئة عن تلك المناسبة طالت الصحبة، وتأكدت المحبة، وإن (٣) لم تكن مناسبة باطنة، أو كانت لكن عارضتها مناسبة

(١) رواه البخاري (٣١٦٨)، ومسلم (٢٨٨٠). (٢) رواه البخاري (٦٦٩١)، ومسلم (٢٨٧٩). (٣) في "أ": (وإلا).

1 / 67