150

حسن التنبه لما ورد في التشبه

محقق

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

ومعنى أنه "لم يضره ذنب": أنه لم يعذبه به بأن يوفقه للتوبة، أو يعفو عنه. ثمَّ لا بد مع الإيمان أن لا يقع من المحب المعصية على قصد المخالفة، والمعاندة لمباينتها للإيمان حينئذٍ، وهذا ما كان يقصده عبد الله ابن المبارك، ورابعة العدوية رحمهما الله تعالى بما كانا يتمثلان به من قول أبي العتاهية: [من الكامل] تَعْصِيْ الإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ ... هَذَا لَعَمْرِيْ فِيْ الأَنامِ بَدِيْع لَوْ كانَ حُبُّكَ صادِقًا لأَطَعْتَهُ ... إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيْعُ بخلاف المعصية التي تكون عن خطأ وزلة؛ فإن ذلك مقتضى جِبِلَّة البشر، كما قال رسول الله ﷺ: "كُلُّ يَنِيْ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِيْنَ التَّوَّابُوْنُ". رواه الإمام أحمد، وابن ماجه، والترمذي، والحاكم - وصححاه - من حديث أنس رضي الله تعالى عنه (١).

= قال ابن القيم في "بدائع الفوائد" (٣/ ٥٢٢): وهذا كذب قطعًا مناف للإسلام، فالذنوب تضر بالذات لكل أحد، كضرر السم للبدن، ولو قدر أن هذا الكلام صح عن بعض الشيوخ، وأما عن رسول الله ﷺ، فمعاذ الله. (١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٩٨)، وابن ماجه (٤٢٥١)، والترمذي (٢٤٩٩)، ورواه الحاكم في "المستدرك" (٧٦١٧).

1 / 36