فلما انقضت الجمعة أحضر الصاحب بهاء الدين الحاكم المذكور، وأنكر عليه كونه واجه السلطان بمثل ذلك، واتفق عزله، وتولية القاضي ناصر الدين بن المنير، فخطب في الجمعة الثانية، وزهده للسلطان واطراه، فلما انقضت الجمعة، قال السلطان: هذا الحاكم مرائي، والذي كان قبله غير مرائي. وأمر بإعادته.
وهذه الحكاية لم يذكرها الصاحب محي الدين، وهي أحسن ما تطرز به سيرته.
ثم إن السلطان أفاض الخلع، وأنعم بالدنانير على أمرائه، وجنده، وأكابر دولته، ومن جملة ما أنعم به على الصاحب بهاء الدين خمسمئة دينار عينا، وخلعة نفيسه، فقبلهما في العاجل، ولما كان بعد أيام حضر الصاحب إلى السلطان، وجلس بين يديه، وقال: قد تحصل من جهة حل لمولانا السلطان خسمئة دينار
صفحة ١٣٤